كيف يؤثر مرض السكري على العين؟

يعد مرض السكري من الأمراض الشائعة في مجتمعاتنا، وهو مرض مزمن يؤدي إلى ارتفاعٍ دائمٍ في مستوى السكر في الدم عن المستوى الطبيعي..

ويقسم المرض إلى نوعين:
النوع الأول: ويكون فيه الجسم غير قادر على إنتاج الأنسولين، ويظهر عادةً في سن الطفولة أو المراهقة، وهو وراثي.
والنوع الثاني: وهو النوع الأكثر شيوعاً، وفيه تحدث مقاومة الخلايا للأنسولين، ويحدث بسبب نمط الحياة القائم على تناول الأطعمة العالية بالسكريات والنشويات، بالإضافة إلى قلة النشاط البدني.

لكلا النوعين  آثاره المدمرة على أجهزة كثيرة من الجسم في حال إهمال متابعة المرض وعدم المحافظة على مستويات ثابتة من السكر في الدم.

ومن ضمن أهم المخاطر الناجمة عن ارتفاع السكر في الدم، أثره على العين..
إذ يؤثر هذا الارتفاع المستمر بشكل خطير على شبكية العين، وهي النسيج الحساس للضوء والمسؤول عن تكون الصورة ونقلها للدماغ..

والذي يحدث هو أن الأوعية الدموية الدقيقة في الشبكية تتعرض للانتفاخ بسبب ارتفاع مستوى السكر في الدم، وقد يحصل فيها التلف، مما يؤدي إلى نمو أوعية دموية جديدة لتغذية الشبكية.. لكن هذه الأوعية الجديدة تكون غير طبيعية وضعيفة.. مما يؤدي إلى حدوث تسربات للسوائل والدم منها.. في حالةٍ تعرف ب ( اعتلال الشبكية السكري ) ، وهي السبب الأول للإصابة بالعمى لدى مرضى السكري في العالم.

في المراحل المبكرة من الإصابة باعتلال الشبكية السكري قد لا تظهر أية أعراض، لذلك لا بد من رفع الوعي بضرورة إجراء الفحص الدوري لشبكية العين لمرضى السكري، حيث أنّ أي ضرر يلحق بالشبكية يكون غير رجعي، بمعنى أنّ أي أثرٍ سلبي على البصر في هذه الحالة لا يمكن تحسينه..
لكنّ المتابعة الدورية تساعد في الكشف المبكر عن هذه الأضرار؛ وبالتالي المحافظة على ما تبقى من القدرة البصرية، ومنع تفاقم الضرر.

ومن الأعراض التي قد يعاني منها المريض مع تقدم الحالة:
• بقع أو خيوط داكنة طافية في مجال الرؤية (العوائم)

• تشوش الرؤية

• تقلُّب الرؤية

• مناطق داكنة أو خالية في مجال الرؤية

• فقدان البصر

وفي حال ظهور أي من هذه الأعراض يجب مراجعة طبيب العيون بشكل فوري..

بالإضافة إلى تأثير السكري على شبكية العين،  فإنه قد يؤثر كذلك على أجزاء أخرى من العين، حيث أنّ الإصابة بالسكري قد تؤدي في الحالات المتقدمة إلى حدوث مضاعفات مثل نزيف في السائل الزجاجي وهو السائل الهلامي الذي يملأ تجويف العين، وكذلك احتمالية الإصابة بالزرق (الجلوكوما) والذي يحدث فيه ارتفاع لضغط العين، ويؤدي مع الوقت إلى أذية العصب البصري وفقدان الرؤية.

ومن التأثيرات الأخرى الإصابة بإعتام عدسة العين (الكاتركت) بنسبة تصل إلى ضعف الأشخاص غير المصابين بالسكري..

كما أنّ هناك بعض العوامل التي تزيد من خطورة الإصابة بمثل هذه المضاعفات لدى مرضى السكري، منها:

● طول فترة الإصابة بمرض السكري
● ضعف السيطرة على مستويات السكر في الدم
● ارتفاع ضغط الدم
●ارتفاع الكوليسترول
● التدخين
● الحمل
كل هذه العوامل تزيد من خطورة الإصابة بالمضاعفات إذا ترافقت مع وجود مرض السكري.

ولا بد من التأكيد على أنّ الإصابة بالسكري أثناء الحمل (السكري الحملي) أو الإصابة به قبل الحمل تؤدي إلى زيادة احتمالية الإصابة باعتلال الشبكية السكري كما أسلفنا. لذلك فقد يوصي طبيب العيون بإجراء فحوص عين إضافية على مدار فترة الحمل للنساء المصابات بداء السكري.

إنّ كل ما تقدم يشير إلى خطورة تأثير مرض السكري على العين، لذلك لا بد من المحافظة على مستويات سكر الدم ضمن حدود قريبة من الطبيعية، وذلك يتم من خلال متابعة قراءات نتائج هذا المرض باستمرار..
وكذلك مراجعة طبيب العيون بشكل دوري (كل ٦ أشهر) للكشف المبكر عن أي من المخاطر التي يمكن أن تصيب العين بسبب هذا المرض.

المصدر: بصريات الحكيم
العنوان:
نابلس- شارع فلسطين- فوق الهدهد
٠٩٢٣٧٣٧٣١ || ٠٥٦٨٩٨١٠٩٨