الأخبار

كيف وصلت شعرات الرسول إلى مدينة نابلس؟

وسط الاحتفالات البهيجة بذكرى مولد أشرف الخلق الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم)، التي يحييها أهالي مدينة نابلس خصيصًا، فيذكرون الله ورسوله، وتتعالى أصوات الأناشيد الآمرة بالصلاة على النبي، ويوزعون الحلوى في الشوارع والأسواق، وبخاصة في منطقة البلدة القديمة.

وفي هذه الذكرى، تحظى نابلس بشرف رفيع، لاحتفاظها بثلاث شعرات من شعرات الرسول الكريم، في المسجد الحنبلي داخل البلدة القديمة، مخبآت بإحكام، تتعاقب الأجيال في الحفاظ عليهن وبشرف النظر إليهن.

وتجري العادة بإخراج الشعرات في أواخر رمضان، وفي ذكرى المولد النبوي كل عام، لكن الظروف الصحية التي فرضتها جائحة “كورونا” حالت دون ذلك لعامين متتاليين.

ما قصة هذه الشعرات؟

وصلت هذه الشعرات نابلس عام 1905، بعد أن أرسلها السلطان العثماني محمد رشاد الخامس من المتحف العثماني في اسطنبول، تكريمًا لعلماء المدينة آنذاك، أمثال محمد رفعت تفاحة، الذي كان يُسمى نقيب الأشراف المنسوبين لآل البيت والشيخ منيب هاشم مفتي السلطة العثمانية التي كانت تضم 50 دولة، والشيخ أحمد البسطامي وغيرهم، وفق للرواية التي قدمتها كتب التاريخ والمخطوطات والأحاديث المتناقلة جيلاً عن جيل.

الشيخ سعد شرف حدثنا لـ”تلفزيون المدينة” موضحًا أن الموكب الذي حمل الشعرات انطلق من اسطنبول عن طريق خط سكة الحجاز وتوقف قليلاً في طولكرم.

وأشار شرف إلى أن الموكب أكمل سيره حتى وصل إلى منطقة وادي التفاح شمالي نابلس، وهناك كان باستقباله حشد من الناس، قُدّر بالآلاف.

ولفت شرف لـ”تلفزيون المدينة” أنه على رأس الحضور كان الشيخ تفاحة الذي أخذ الشعرات ووضعها على عمامته ومن ثم واصل الموكب مسيره حتى وصل إلى مسجد الحنبلي في المدينة.

واستلم الشعرات الشيخ محمد رشيد البيطار (قاضي نابلس الشرعي) الذي عُهد إليه ولسلالته حفظ هذه الشعرات، ومنذ ذلك التاريخ لا تزال هذه الشعرات في عهدة آل البيطار يتوارثونها جيلاً عن جيل.

وتفخر عائلة البيطار بهذا الإرث الإسلامي، ويقول أحد كبار العائلة شاكر البيطار لـ”وكالة سند الإخبارية” “درجت العائلة على تعيين قيم على هذه الشعرات بالتنسيق مع وزارة الأوقاف والمحكمة الشرعية”.

وتابع أنه تسلم هذه الأمانة من أبيه عادة، فبعد وفاة الشيخ محمد البيطار استلم الشعرات ابنه نبيه ومن ثم ابنه زين الدين ومن بعده ابنه رشيد واليوم هي في عهدة حفيده رشيد.

وحول وجود دليل علمي يثبت أن هذه الشعرات تعود للرسول عليه السلام، نفى البيطار ذلك.

وقال “لا يوجد لدينا دليل علمي حقيقي على ذلك، لكن لدينا مخطوطات وشاهدات قوية متناقلة بالتواتر منذ أكثر من مئة عام”.

وحسب البيطار فإن شعرات الرسول تعرضت لمحاولتي سرقة، كانت الأولى خلال انتفاضة الأقصى عام 2003.

 وينوه إلى أن الفاعلون اقتحموا مسجد الحنبلي وكسروا الخزانة الموجودة فيها الشعرات، لكنهم فشلوا في كسر الخزانة الحديدية الثانية.

ويضيف “بعد هذه المحاولة بنينا فوق الخزانة إطاراً من حجر الرخام، وبعد أقل من سنة تعرضت الخزانة الجديدة لمحاولة سرقة أخرى، لكنها فشلت، وهو ما اضطرنا لنقل الشعرات لأحد البنوك ووضعها أمانة هناك”.

وختم البيطار حديثه قائلًا: “بعد أن استقرت الحالة الأمنية أعدنا الشعرات إلى مسجد الحنبلي من جديد، وهي لا تزال هناك ويتم عرضها على الناس كل عام”.

كتبت: سمية النجار

تحرير: هالة حسون

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض