أسرىالأخبار

“وسط مطالبات بإيقافه”..كيف ردت زوجات الأسرى على فيلم “أميرة”؟

أثار عرض فيلم “أميرة” الأردني غضبًا رسميًا وشعبيًا واسعًا بين الفلسطينيين والأردنيين، وصفوف الحركة الأسيرة، لا سيما وأهالي الأسرى، باعتباره يسيء وبشكل “صارخ” للقضية الفلسطينية عمومًا، وللأسرى وعائلاتهم على وجه الخصوص.

وأعلنت مؤسسات الأسرى الفلسطينية ووزارة الثقافة والهيئات الشعبية رفضها القاطع للفيلم باعتباره يمس بقضية الأسرى، وأحد ملفات الحركة الأسيرة الحساسة، مع مطالبة السلطات الأردنية بوقفه تمامًا وتقديم اعتذار من قبل القائمين عليه للأسرى والشعب الفلسطيني.

“الفن يجب أن يحمل رسالة”

وقالت سناء سلامة زوجة الأسير وليد دقة المحكوم حكمًا مؤبدًا في حديث لـ”تلفزيون المدينة” إن هذا الفيلم يسيء ويشوه كافة نضالات الحركة الأسيرة ونضالات الشعب الفلسطيني، وتسيء حبكته الدرامية لزوجات الأسرى وأطفالهم خاصة ممن ولدوا عن طريق النطف المهربة.

وتابعت سلامة بقولها إن هذا الفيلم يعبر عن تشكيك بعملية تهريب النطف، ويطعن بإنجازات الشعب الفلسطيني في وقت تُجترَحُ فيه الحياة من العدم.

واستنكرت سلامة الفيلم برمته، واعتبرت القائمين عليه في صف الاحتلال، كونهم خدموا رواية صهيونية، “خاصة وأن الفن رسالة، ينبغي لها أن تعبر عن فكرة، ولا تحمل أي زاوية من زوايا هذا الفيلم فكرة مناصرة للفلسطينيين”.

وأوضحت سلامة لـ“تلفزيون المدينة” أنه كان ينبغي على صناع هذا الفيلم التفكير في مصير أبناء الأسرى وزوجاتهم وموقفهم الاجتماعي عقب عرض الفيلم.

وبصوت ملؤه الإصرار والتحدي، عبرت سلامة لـ”تلفزيون المدينة” عن بالغ فخرها بتجربة مخاض طفلتها “ميلاد وليد دقة”،التي طلت بوجهها الملائكي في الثالث من فبراير عام 2020.

ولفتت سلامة إلى أن هذا الفيلم -ربما- يعرّض بعض زوجات الأسرى لشيء من الإساءة الاجتماعية التي وصفتها بـ”المرفوضة والمخزية”، مشيرة إلى أن كل المحاولات لن تنال من عزيمة الأسرى وزوجاتهم.

تحدي في وجه الاحتلال.. ورعب في نفوسه

“فخورة بالتحدي و كسر الاحتلال والرعب الذي دخل لسجن نفحة الصحراوي عند زيارتي لزوجي وأنا أحمل مجد ابن ٣ اسابيع، وقتها شفت الخوف والرعب والكسر بعيونهم، تجمع عدد كبير من الجنود حولي وجاء الصليب الأحمر الإسرائيلي ليفحصوا فعلاً هل هذا طفل ابن للأسير، وجندي من بين الجنود يقول بصوت عالي أنا أعرف عبد الكريم من ١٢ عام من وين البيبي؟ وحرمنا من الزيارة وبقينا في ساحة السجن هالمشهد أعطاني قوة وعزة وشموخ، فخورة بصنع الأمل لزوجي وتحقيق الحلم” هكذا عبّرت ليديا الريماوي زوجة الأسير عبدالكريم الريماوي عبر صفحتها في “فيسبوك”.

واسترسلت الريماوي بقولها “لن يكسرنا فيلم “أميرة” وسيبقى المجد مرفوع الرأس عالياً ولا أحد على وجه الأرض يقدر على التشكيك”.

استنكار فني

من جانبه، اعتبر المخرج الفلسطيني نورس أبو صالح فيلم “أميرة” مساسًا بقضية مقدسة، تتعلق في الأسرى من جهة، وفي الطعن بالنسب من جهة أخرى، وتسريب الشك إلى ذوات ولدت رغم أنف المحتل.

ومن جهتها، قالت بطلة مسلسل التغريبة، الفنانة الأردنية جولييت عواد: “فيلم أميرة كُتب بسيناريو إسرائيلي محض، والمنتجون ومن عمل على تسويقه يستحقون ضرب الأحذية، وبطلة هذا الفيلم شاركت سابقًا في مسلسل تطبيعي”. 

غضب إلكتروني 

وتصدر هاشتاغ #اسحبوا_فيلم_أميرة مواقع التواصل الاجتماعي في فلسطين والأردن، ودعا المئات لسحب الفيلم فورًا، وتقديم اعتذار رسمي من القائمين عليه، ومنع مشاركته في مهرجان “الأوسكار” الذي تم اختياره للمشاركة فيه.

كيف ردت هيئة شؤون الأسرى ووزارة الثقافة على فيلم “أميرة”؟

بدوره، أعلن رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين قدري أبو بكر أن السلطات الأردنية أبلغتهم شفهيًا بوقف عرض الفيلم، وهو ما نفته هيئة الإعلام الأردنية لعدم تلقيها طلب عرض تجاري له في عمان.

وقال وزير الثقافة عاطف أبو سيف، في بيان “الفيلم يمس بشكل واضح قضية هامة من قضايا شعبنا ويضرب روايتنا الوطنية والنضالية، ويسيء بطريقةٍ لا لبس فيها إلى تاريخ ونضالات الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي نعلم جميعًا مدى قدسيتها وأهميتها على المستويين الشعبي والرسمي وعلى المستوى القومي”.

وأشار إلى عقد اجتماع قبل أكثر من 3 أسابيع حضرته مكونات الحركة الوطنية والأسيرة من أجل مناقشة خطوات التصدي للتداعيات السلبية لهذا الفيلم، فيما خاطبت الوزارة نظيرتها الأردنية بهذا الخصوص، إضافة إلى التواصل مع الهيئة الملكية للأفلام وتوضيح ما يشكله الفيلم من إساءة ومساس بقضية الأسرى.

كما حذَّر أبو سيف من تداول الفيلم “الذي ستكون له انعكاسات خطيرة على قضية الأسرى، وبخاصة أنها تسيء لِأُسَرِهم بعدَ إنجابهم الأطفالَ من عملية تهريب النطف”.

وطالب أبو سيف وزارة الثقافة في الأردن ومن الجهات الرسمية أن تنظر بخطورة إلى تداعيات نتائج هذا الفيلم المسيء.

وفي بيان خاص، أعربت مؤسسات الأسرى عن أسفها من “إنتاج الفيلم بهذه الطريقة، وأنه كان من الأجدر أن يسلط الضوء على إبداع وعبقرية الأسير الفلسطيني، وتحدي الجدران، والأسلاك الشائكة لصناعة الحياة، ففي القضية ما يكفي من تفاصيل لصناعة أهم الأفلام الناجحة، بدلًا من اختراع الأكاذيب”.

 

وبحسب الإحصاءات الفلسطينية، فإن عدد الأطفال الذين أُنجبوا في قطاع غزة والضفة الغربية، عبر “نطف مهربّة” من داخل السجون، بلغ 98 طفلاً.

 كتبت: سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض