الأخبار

كيف تحوّل البطيخ رمزًا للمقاومة؟

تعبيرًا عن الهوية نرفع العلم، ونرشق بالحجر، ونصوّب أسلحتنا وصواريخنا تجاه المحتلّ، فلا حلّ ولا مفرّ أمام قضية عادلة، شاء من استطاع أن يطمسها، وشئنا ما استطعنا أن نجعلها على محكّ قضايا العالم لتبصرها الضمائر، وتعرف عنها الحق واليقين، بلا هوان ولا تضليل.

منع الاحتلال الشعب الفلسطيني في عام النكسة، من رفع العلم، وكان يطلق النار على صدور من يتجرأ ويفعلها، واستمر هذا المنع سنواتٍ طويلة، طالت الانتفاضتين الأولى والثانية.. لكن هل من جدوى للمنع مع صاحب الحق؟ 

انطلقت شرارة الانتفاضة الثانية عام 2000، حين اقتحم رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق”أرئيل شارون” باحات المسجد الأقصى برفقة حراسه، الأمر الذي دفع جموع المصلين إلى التجمهر والتصدي له، بأشدّ أشكال المقاومة الشعبية رهبةً، بحجرٍ فلسطينيٍ ثائرٍ.  

وبين مدٍّ وجزر، وحجرٍ ورصاصة، انتشر جيش الاحتلال، وجابت دباباته أرجاء الوطن، وتصدى الفلسطينيون لها، وما استطاعوا رفع العلم، فاستعاضوا عنه بالبطيخ رمزًا، لأنه يحمل ألوان العلم أبيض، وأسود، وأخضر، وأحمر.

البطيخ رمزًا للمقاومة

شريحة بطيخ في وجه دبابة، إرهاب صارخ وسلاح لا تهزمه القوى، يستحق حاملها أن يُقتل ويُعتقل ويُعنف،  هذه رواية العدو وتصوراته عن العلم سابقًا، أمّا الفلسطينيّ يقول: “أشقّ البطيخ بالسكين، وهذا عَلَمي، أحسبت في الدنيا يهزم مقاومتي؟”.

هكذا ردّ الفلسطينيون، بالبطيخ، ما دفع الاحتلال لاعتبار عرضِه في السوق وبيعه جريمة يُعاقب عليها، فاعتقل التجار وحدّ من إمكانية زراعته في الأراضي الفلسطينية، حتى ظلّ اعتماد محصوله أسير المستوطنات الزراعية حتى سنوات قريبة.

إن انهزام المحتل أمام صورة لعلمٍ، وشريحة بطيخ، ما هو إلا إظهار لجبنه وانهزاميته، ليس له إلّا أن ينهزم أمام شعب لا يكلّ ولا يملّ، إنه شعب الفعل لا القول، يصوّب ويطلق دون أنّ يكترث، قائلًا: “هذا بطيخنا، ابن الأرض، وهذه ألوانه، إننا هنا أصلًا وجذرًا شئتم أم أبيتم، وسنظلّ هنا نقاوم حتى آخر بذرة بطيخ، نرشقها على صدوركم”.

كتبت: سمية النجار

تحرير: هالة حسون

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض