سلّمت مساء اليوم الأحد، كتائب القسام؛ الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، الدفعة الثالثة من المحتجزين لدى المقاومة في مدينة غزة شمالي القطاع، وليس في منطقة معبر رفح جنوبًا.
وأوضحت صور ومقاطع فيديو، بثتها فضائية الجزيرة، ظهور كتائب القسام وسط مدينة غزة، بعرض عسكري وعناصر ومركبات أكثر من المعتاد في المرحلة الثانية والثالثة من صفقة تبادل الأسرى وتسليم المحتجزين.
واعتبر مراقبون ومحللون أن كتائب القسام أرادت من هذه الخطوة الظهور بقوة وإيصال رسالة للاحتلال على أنها ما زالت تُسيطر على الأرض، في ظل التصريحات من قبل جيش الاحتلال بالسيطرة على مدينة غزة.
وقالت مصادر صحفية، إن عملية تسليم الدفعة الثالثة من المحتجزين تمت في قلب مدينة غزة وبحضور جماهيري وبسهولة تامة.
وأضافت المصادر، أن عناصر كتائب القسام كانوا حاضرين وسط مدينة غزة، وقاموا باستعراض قوة خلال التسليم، مؤكدة أنه لم يُعلن مسبقا عن تسليم المحتجزين وأن عناصر القسام ظهروا فجأة.
التفاف واحتضان شعبي..
وأظهرت مقاطع الفيديو “الالتفاف الشعبي” حول كتائب القسام خلال تسليم المحتجزين للصليب الأحمر الدولي؛ حيث هتف المواطنون في قلب مدينة غزة للمقاومة وكتائب القسام، وسط أجواء من الابتهاج والفرحة.
وتمت عملية تسليم المحتجزين في مركز مدينة غزة “ميدان فلسطين”، وهي آخر نقطة وصلت إليها آليات الاحتلال العسكرية بالمدينة خلال العملية البرية. ورافق العملية التفاف من الحاضنة الشعبية واحتضان للمقاومة.
وقد ارتكب الاحتلال أولى مجازره بمدينة غزة بمستشفى المعمداني بتاريخ 17 أكتوبر الماضي، والتي راح ضحيتها 500 شهيد، وهي لا تبعد أمتار عن موقع عملية التسليم مساء اليوم الأحد.
وفي ظل حديث الاحتلال عن استمرار العدوان العسكري، عقب انتهاء التهدئة، ظهر مقاتلو القسام بعتادهم العسكري؛ وهي (وفق مراقبون) “رسالة قوة” توصلها قيادة القسام بأن المقاومة هي من تمتلك زمام المبادرة والإدارة والسيطرة العملياتية داخل قطاع غزة وليس كما ادعى الاحتلال بأن سيطرته على الشفاء ستؤدي لسقوط غزة.
القسام يُنهي المرحلة الثالثة من الصفقة..
وبذلك تكون المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ممثلة بكتائب القسام، قد أدت دورها في تسليم المحتجزين لديها، بانتظار أن يقوم الاحتلال بالإفراج عن الـ 39 أسيرًا من سجونه؛ ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل في إطار “التهدئة الإنسانية”.
من جانبه، صرح الصليب الأحمر الدولي بأنه “نجح في تيسير إطلاق سراح ونقل 17 محتجزا في غزة”. متابعًا في بيان مقتضب، أنه “لم يشارك في مفاوضات إطلاق سراح الرهائن وكان دوره يقتصر على تسهيل الاتفاق كوسيط محايد”.
وفي سياق متصل، وصل المحتجزون الأربعة المفرج عنهم من قبل المقاومة الفلسطينية وكتائب القسام، خارج اتفاق الهدنة؛ وهم 3 تايلنديين وروسي، إلى معبر رفح البري جنوبي قطاع غزة.
وأكد جيش الاحتلال، وصول 12 محتجزاً أفرج عنهم من قطاع غزة إلى قاعدة “حتسريم” الجوية.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال، إن “وحدة نخبة ترافق المحتجزين المفرج عنهم”. منوهًا إلى أن “إسرائيلية” أفرج عنها نقلت على متن مروحية عسكرية إلى المستشفى”.
المصدر: سند