“أنا يا أماه فلسطيني .. ساحات المجد تناديني
أنا لي شعب ما هان .. ولي وطن أفديه ويفديني
وأنا ماضٍ لغد حرٍ .. والله الهادي يهديني
قد أشرق صبحك فابتسمي ..إني مازلت على قسمي
أبني أمجادك أعليها .. صرحا يسمو بين الأمم”
كلمات حية بعد رحيل صاحبها، محفوظةً لحنًا وأغنيةً، غيّبه الموت وظل حاضرًا بالكلمة، الشاعر لطفي زغلول ابن مدينة نابلس.
ولد لطفي زغلول عام 1938، وهو النجل الأكبر للشاعر الفلسطيني الراحل ” عبد اللطيف زغلول “، حاصل على شهادة ليسانس في التاريخ السياسي، ودبلوم التربية العالي، وماجستير في العلوم التربوية، تخصص ” تصميم مناهج تعليمية “.
وشغل زغلول عدة وظائف منها، محاضر في جامعة النجاح الوطنية، ونائب عميد كلية نابلس الجامعية، ومستشار ثقافي ولغوي في عدة مؤسسات أهلية.
” ولأشعاره وقع وطني خاص، إذ اختيرت قصيدته “رماح ومشاعل” التي تمجد نضالات الشعب الفلسطيني وشهداء القضية، لتكون جزءًا من مناهج اللغة العربية الأردنية والفلسطينية والجامعية. واختارت وزارة التعليم العالي من شعره نشيد “الشباب” ليكون نشيدًا لكليات فلسطين التقنية في الوطن عام 1997. وفي العام 2003، اختارت لجنة المناهج الفلسطينية قصيدته “صباح الخير يا وطني” لتدريسها في المدارس.
واعتمدت أيضًا نشيد “موطن الأحرار” عام 2001، واعتمدت لاحقًا أناشيد: “مكتبتي، كتابي، الماء، الحرية”. واعتمدت وزارة الرياضة والشباب من نظمه نشيد “منظمة الطلائع الفلسطينية 2002”.
موهبة منذ الصغر
اكتشفت موهبة زغلول على مقاعد دراسته في المدرسة الصلاحية في نابلس، حيث خط قلمه أول قصيدة عن فلسطين، اكتسب خلالها لقب “الشاعر الناشئ” من قبل أستاذ اللغة العربية في المدرسة.
ولوالده الشاعر عبد اللطيف زغلول أثرٌ بالغٌ في صقل موهبته وتطويرها، وإكرامًا لذكراه أُخرج له ديوانًا اختار فيه مجموعة من قصائده الدينية والوطنية والاجتماعية، وحمل عنوان “نفح الذكرى”، وهو الديوان الوحيد الذي صدر للشاعر عبداللطيف زغلول.
إصداراته الشعرية
ولزغلول العديد من الاصدارات والأعمال الشعرية ومنها: “أيام لا تغتالها الأيام، على جدران القمر، لا حبًا إلا انت، لعينيك اكتب شعرًا، مناجاة، على أجنحة الرؤى، معًا حتى الرحيل، همس الروح، مدار النار والنوار، موال في الليل العربي، قصائد بلون الحب، مطر النار والياسمين، مدينة وقودها الانسان، عشتار والمطر الأخضر، أغنيات لأطفال بلادي، وأغاني النار والنوار” وغيرها.
ويغلب على قصيدته العاطفة المجنحة بالخيال، والرقة، والجمال الشعري، واللغة المنسابة، وينتمي أسلوبه للسهل الممتنع.
إضافةً لكونه شاعر كلمة، كان لطفي زغلول كاتبًا له مقالته الأسبوعية في جريد القدس الفلسطينية ، تصدر تحت عنوان ” همسة ” وقد احتفل مؤخرا بالمقالة 600 .
وحفظت أعماله لحنًا وأنشودةً لا شعرًا وحسب، فزغلول بقصائده التي غلب عليها سهولة التلحين وانسياب الكلمة، حتى جرت في الألسن وتداولت، وحتى في مضيّه إلى رحلة الغياب الأبدي، عرف زغلول بديهيًا بأعماله.
في ومضة الغياب سُرق زغلول، في السابع من أيلول، بعد سنوات من المعاناة مع المرض، حافظًا مكانته الرفيعة في مدينته ومسقط رأسه نابلس.