تداولت منصات التواصل الاجتماعي وثائق غير رسمية من محاضر التحقيق مع المدعو عميد رطروط، والمتهم بالتعاون مع المخابرات الإسرائيلية، وتقديم معلومات أدت لاغتيال عدد من المقاومين في نابلس.
وتضمّن المحضر المسرّب معلومات تتعلق بأسماء لأماكن وشخصيات، تزعم تورطها في التخابر مع الاحتلال، من بينهم شبان وفتيات وسيدات، من أماكن مختلفة من الضفة الغربية.
من جهته، حذّر محافظ نابلس إبراهيم رمضان في بيانٍ له، من التعاطي مع الوثائق المسرّبة، مؤكدًا أن الأجهزة الأمنية تتابع قانونياً وبشكل حثيث، ومن يقف خلف نشر وترويج هذه الوثائق.
وقال رمضان في بيانه: “نتابع بقلق بالغ بعض التفاعلات المجتمعية المرتبطة بنشر وثائق لها علاقة باعترافات أحد المتهمين بالارتباط والتعامل مع الاحتلال”.
ونبّه المحافظ من ما تروج له فئة “خارجة عن القيم المجتمعية” تهدف من خلال بث سمومها إلى إحداث حالة من الفرقة بين المواطنين وزعزعة السلم الأهلي، على حد وصفه.
لائحة اتهام “رطروط”
وكانت النيابة العامة، وجّهت في وقت سابق، لائحة اتهامات بحق المواطن عميد الرطروط، بتهمة الخيانة، وقتل أربعة مقاومين من قادة كتائب شهداء الأقصى في نابلس، بالإضافة إلى حيازة نقل سلاح أو ذخائر بدون ترخيص.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن الرطروط ساعد على اغتيال أربعة من القادة وهم: باسم القذافي، وعبد الرحمن الشنّاوي، وأمين لبادة، وفضل نور.
وبحسب تقرير صادر عن النيابة العامة، فإن رطروط ارتبط بالاحتلال عام 2005، لتزويدهم بمعلومات حول مقاومين مطاردين، ونشطاء انتفاضة الأقصى مقابل الحصول على مبالغ مالية.
وأوضحت أن المتهم، حصل على سلاح ناري من نوع “إم 16” من المخابرات الإسرائيلية، ومسدس، وقنابل يدوية ناسفة عام 2007، وتم تدريبه من قبل المخابرات الإسرائيلية لمراقبة المطاردين، والمقاومين.
وأشارت إلى أن رطروط، زوّد الاحتلال معلومات حول أماكن تواجد الشهيد أمين لبّادة، وتم من خلاله قصف المكان الذي يتواجد به، ما أدى إلى استشهاده.
وأضافت أنه قام بمرافقة ضابطة مخابرات إسرائيلية تدعى “سوزي” على أنها متطوعة اجنبية في الإغاثة الطبية في نابلس، واصطحبها إلى منازل مطاردين للاحتلال في البلدة القديمة، للتعرف على المنازل، وموقعها لاقتحامها من قبل جيش الاحتلال.
اغتيال مقاومين
ووفقًا للائحة اتهام النيابة، فإن رطروط قام باستلام قنبلة يدوية تزن كيلو غرام من المتفجرات من شخص مجهول مقابل 7500 شيقل، بعد أن قام بتدريبه على كيفية زرعها على سطح منزل في بيت مهجور، يتواجد فيه المطاردون في ساعات متأخرة من الليل.
وبحسب التفاصيل المذكورة في تقرير النيابة، فإنه وفي ساعة متأخرة من الليل، انتقل إلى المكان المقصود، وزرع القنبلة، وبعد حوالي ربع ساعة انفجرت القنبلة مما أدى إلى استشهاد المقاوم باسم القذافي، وعبد الرحمن الشنّاوي، وإصابة آخرين نتيجة هذا الانفجار.
وأفادت النيابة، أن الرطروط عاد إلى موقع الانفجار بصفته مسعف، لتبليغ المخابرات الإسرائيلية، بخبر استشهادهم.
وأشارت لائحة الاتهام أن المخابرات الإسرائيلية طلبت منه أن يعمل في مجال التجميل بهدف تجنيد فتيات لصالح “إسرائيل”.
وكانت عائلة الرطروط أعلنت عن برائتها التامة من نجلها عميد عباس الرطروط، عقب تورطه بلائحة الاتهام بالخيانة، والقتل العمد.
كتبت: هالة حسون