عاشوراء.. بين فرح السنة وحزن الشيعة
يحظى يومُ عاشوراء بمكانةٍ خاصةٍ عندَ المسلمين، على اختلافِ مِلَلهم وطوائفهم، فهو اليومُ الذي قالَ عنه الرسول صلّى الله عليه وسلم، عندما قَدِم إلى المدينةِ ورأى يهودَها يصومونه: “أنا أحقُّ بموسى منكم”، فصَامَهُ وأمرنا بصيامِه.
ويصوم المسلمون يوم عاشوراء في دلالةٍ على عظمةِ هذا اليوم الذي نجّى اللهُ فيهِ سيدنا موسى عليه السلام وقومَه، وأغرقَ فرعون ومَن معه.
ويعيش المسلمون شعوريْن متناقضيْن في يومٍ واحد، فرحٌ لطائفة السنة، وحزنٌ لطائفة الشيعة.
وتجمِعُ طائفة السنة على أنّه يومٌ مبارك، ذو مكانةٍ خاصةٍ عند كلا الطائفتين، ويمثّلُ يومَ فرحٍ للسُّنة؛ لارتباطه باليومُ الذي نجا فيه سيدنا موسى عليه السلام مع قومه، من فرعونَ وجنوده، وتستقبلهُ بالصيام، وقراءةِ القرآن، والاستغفار.
وتقومُ بعضُ العائلات بصنعِ حلوى أو “طبقٍ شعبيّ” من وحي المناسبة، كلٌّ بحسبِ عاداتِه وتقاليدِه.
أما الشيعة فيستقبلوه بحزنٍ ونحيب، لأنّه اليومُ الذي قُتل فيهِ الإمامُ الحسين بن عليّ عليه السلام، حفيد سيّدنا محمد صلى الله عليه وسلم، إذ يقيمون مجالسَ للعزاء، ويتغنّون بسيرتِه.
كما يرتدي معظمهم الأسود، ويحجون إلى “كربلاء”، ويقيمِون مسيراتٍ لا تخلو مِنْ جلدِ الذات والتي تكون نهايتُها عادةً سيولًا من الدماء في صورةٍ مُبالغة لإظهار النّدم والحزن على الحسين عليه السلام، حيث تغدو الصورة أكثرَ جدلا!
فإنْ كانَ فضلُ هذا اليومِ كبيرًا إلاَّ أنَّ الصُّدفةَ، جعلتْهُ يجتمعُ بذكرى مؤلمةٍ، تتمثل باستشهادِ الحسين عليه السلام.
المصدر: مدونة الجزيرة