أظهرت دراسة نشرتها صحيفة “لوبوان” الفرنسية، أن الأرض دارت حول محورها بسرعة غير معتادة خلال عام 2020، متوقعةً طرح ثانية من التوقيت العالمي في حال استمرت سرعتها في التزايد.
وأوضحت الدراسة أن العالم شهد العام الماضي أقصر 28 يومًا على الإطلاق منذ عام 1960، حيث استغرقت الأرض ملي ثانية ونصف المللي لإكمال دورة حول محورها.
ويقول عالم الفلك في قسم النظم المرجعية للزمان والمكان في مرصد باريس كريستيان بيزوار: “في الواقع، لقد لاحظنا تسارعًا في نسق دوران الأرض منذ عام 2016 ولا نعرف حقًا كيفية تفسير ذلك”.
أسباب غير معلومة
ويوضح المختص أنه من المعلوم أن طول اليوم قد يشهد تقلبات موسمية بمعدل أجزاء من الثانية أيام الصيف، وخلال الشتاء كحد أقصى. ولكن الاختلافات على مدى عقود لم تتجاوز 3-4 مللي ثانية.
فيما أشارت الدراسة إلى أن التغير في سرعة الأرض -الذي لوحظ تحديدًا خلال السنوات الست الأخيرة- يُفسر بعوامل معروفة لدى العلماء، منها التقلبات الحاصلة في الغلاف الجوي وفي مستوى المد والجزر، مفيدةً بأن السرعة التي سُجّلت على مدى 6-10 سنوات، لا يبدو أنها مرتبطة بنفس التأثيرات.
محل جنتي في نابلسويرّجح بيزوار أن تكون هذه الاختلافات ناتجة عن التفاعل بين اللب السائل للأرض ووشاحها، ولا يمكن للعلماء ملاحظة هذه الظواهر الداخلية إلا بشكل غير مباشر وذلك من خلال مراقبة المجال المغناطيسي للأرض.
ويضيف: “إذا استمر هذا التسارع بالمعدل الحالي البالغ 0.3 مللي ثانية في السنة، خلال السنوات الأربع أو الخمس القادمة، فقد نضطر إلى طرح ثانية من التوقيت العالمي”، حيث لا يمكن للفارق أن يكون أكثر من ثانية واحدة مقارنة بوقت دوران الأرض.
ويؤكد عالم الفلك أن هذه المرة الأولى من نوعها التي نكون فيها مضطرين لطرح ثانية، حيث كان علينا دائما إضافة ثوانٍ للتعويض عن تباطؤ دوران الأرض.
السلبيّات تفوق الإيجابيات
ويمكن لقرار طرح أو إضافة ثانية للتوقيت العالمي يثير العديد من الإشكاليات، فحسب بيزوار، عندما تم إنشاء التوقيت العالمي، استخدم أساسًا لتحديد المواقع، لا سيما في مجال الملاحة البحرية، وإذ تم تصحيح الوقت مقارنة بمعدل دوران الأرض، فإننا بذلك نحافظ على الدقة التي كانت تتماشى مع تقنيات ذلك العصر.
ولكن اليوم، يعمل نظام التموضع العالمي الأميركي ونظام غاليليو الأوروبي بدقة تصل إلى 10 ميكروثانية، وهو ما يجعل من التوقيت العالمي المنسق غير دقيق بما يكفي، حيث إن هذه التقنيات الحديثة تعتمد على وقت دوران الأرض مباشرة.
أن وقت دوران الأرض يُعتبر أكثر تقلبًا ولكنه أكثر دقة لتحديد الموقع الجغرافي، ولو كان مخترعي التوقيت العالمي قادرين على توقع تطور التقنيات وتسارع دورانه، لَما تم وضع قانون دولي يصعب تغييره، بحسب بيزوار.
المصدر: الجزيرة
تحرير: هالة حسون
سوفت بيبي