يبدو أن الرئيس الأميركي جو بايدن قد حسم أمره وقرر المضي قدما في موضوع زيارته إلى “إسرائيل” بعد معركة “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الحالي داخل الآراضي المحتلة.
وبحسب مراقبين، فإن الزيارة الاستثنائية التي تأتي بناء على دعوة من رئيس الوزراء “الإسرائيلي”، بنيامين نتنياهو، سيكون هدفها الأساسي إظهار الدعم الأميركي للاحتلال بعد الصفعة العنيفة وغير المسبوقة التي وجهتها المقاومة للنخبة السياسية والعسكرية في تل أبيب.
وأضاف كيربي أن بايدن سيركز في محادثاته على “الحاجة الماسة لوصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، فضلا عن قدرة الأبرياء على الخروج من القطاع”.
إسرائيل تخسر معركة الصورة الذهنية
ثمة موضوع مهم يأتي في خضم زيارة الرئيس الأميركي “لإسرائيل”، وهو ما يمكن تسميته خسارة الاحتلال لمعركة الصورة الذهنية في عدوانها على غزة وحربها بلا هوادة على المواطنين.
بالرغم من أن الرئيس الأميركي ووزير خارجيته أنتوني بلينكن يدعمان بوضوح ما يسمونه الإطاحة بحماس، فإنهما قد عبرا عن قلقهما من تأثر الصورة الذهنية للاحتلال، فعندما يشاهد العالم الآلة الحربية للاحتلال وهي تفجر المباني وتزهق أرواح المواطنين في غزة فإن مشاعر الناس في جميع أنحاء العالم ستتغير بشكل كبير، وسيتحول التركيز والتعاطف إلى غزة، وليس لما جرى للاحتلال في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
وتنقل نيويورك تايمز عن اثنين من مسؤولي الإدارة الأميركية أن المسيرات المؤيدة للفلسطينيين في أوروبا، وفي نيويورك وفي بعض الجامعات الأميركية تشير بالفعل إلى تحول عن قبول رواية الاحتلال، وإلى تماه تام مع الرواية الفلسطينية.
يبدو أن زيارة بايدن إلى “إسرائيل” كانت وفق شروط قدمتها الإدارة الأميركية إلى تل أبيب، ويبدو أن الأخيرة تأخرت في قبولها أو الرد عليها، وهو الأمر الذي تسبب في تأخير إعلان البيت الأبيض رسميا عنها لما بعد منتصف الليلة الماضية.
والشروط المذكورة التي وضعتها الإدارة الأميركية كانت إنسانية بامتياز بحسب توصيف واشنطن بوست.
وبحسب الصحيفة الأميركية فقد انتظر المسؤولون الأميركيون حتى تلقوا التزامات من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بشأن حزمة إنسانية، وفقا لمسؤولين أميركيين مطلعين على المناقشات. وقد تلقى وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن التأكيدات “الإسرائيلية” خلال اجتماع ماراثوني في تل أبيب استمر لـ7 ساعات، وشملت الموضوعات التي ناقشها الجانبان “الإسرائيلي والأميركي” العديد من القضايا الإنسانية بما في ذلك إدخال المساعدات إلى غزة، وإنشاء مناطق آمنة للمدنيين الفلسطينيين.
ولا بد من الإشارة إلى أن زيارة بايدن، وبحسب مراقبين للمشهد السياسي المتوتر في المنطقة تأتي في ظروف صعبة جدا، وفي ظل حشد للقوة الأميركية إظهارا للدعم للاحتلال، ومحاولة لإرسال رسائل إلى إيران وسوريا وحزب الله اللبناني بأن أي تدخل في ما يجري في فلسطين سيقابل برد.
المصدر: الجزيرة