طقوس موسم الزيتون.. قصة تحد وصمود في وجه التنغيص الاستيطاني
تبدو الصباحات الفلسطينية في موسم الزيتون غير عادية، إنها ليست جميلة وحسب، بل وتحمل في تفاصيلها الكثير من المعاناة، في صورة مواجهة حواجز وصعوبة الوصول للأراضي، وسط الالتهام الاستيطاني بحق الأرض وزيتونها.
واحدة من العائلات الفلسطينية التي تواجه صباحًا خاصًا هي عائلة مروان عنتري من قرية دير شرف شمالي نابلس، والتي أبلغت أخيرًا بنبأ السماح لدخول أرضها لقطاف الزيتون، بعد عام من النأي والحرمان من دخولها، إذ تفرض قوات الاحتلال حواجز وعوائق مشددة تحول دونهم وأرضهم، حالهم حال الكثير من الفلسطيين.
وفي موسم الزيتون، تجتمع الأسرة باكرًا، وتبدأ بتحضير الأدوات والزوادة مما يعينها على القطاف، ورغم معرفتها بما سيعكر صفو صباحها، إلا أنها تمضي إلى أرضها غير آبهة، في الثامنة صباحًا حيث تفتح قوات الاحتلال الحاجز، وتسمح لهم بالدخول عقب تسجيل أسماءهم على لوائح خاصة.
“اليوم اللي رايحين فيه عالأرض، بنحس أنه راجعين فيه ع أرضنا ع زيتوننا” هكذا يعبر مروان عنتري لـ”الجزيرة” عن فرحته بدخول الأرض، خاصة وأن خُمس أراضي دير شرف صودر لصالح الاستيطان وبات ممنوعًا دخولها دون تصاريح.
وعلى بعد عشرات أمتار من مستوطنة شافي شمرون، التي تلتهم الكثير من أراضي قرية دير شرف، يقطف أهالي القرية الزيتون وسط قلق متزايد على أرضهم وزيتونهم، الذي يتعرض للسرقة والحرق والتضييق عامًا بعد آخر.
وفي الجانب الآخر، صباحات فلسطينية شاقة تتحدى بإصرار، لتثبت وجودها وترسخ جذورها في الأرض، في طقوس تراثية بهيجة.
وتتشارك طقوس الفلسطينيين في موسم الزيتون، فمثلًا تحمل زواداتهم غالبًا الأشياء ذاتها، لفطور هو أول ما يشحن به الفلاح طاقته ليومه الشاق، فيحضر الزيت والزعتر والزيتون، لا شك وقلاية البندورة المعدة على الحطب، وإلى جانبهن إبريق شاي له مذاق مميز، تستحضر نكهته اذا لمحت صورته.
أما وجبة الغداء، فلها طابع مميز في موسم الزيتون، ففي جمعة العائلة تعد الأطباق الرئيسة بنفس مميز، وتعد الأكلة بتقاليدها، ومن ذلك طبق المقلوبة أشهر أطباق النار.
ونشر “تلفزيون المدينة” مقطعًا مصورًا من أجواء الزيتون، للحاجة بسمة بني شمسة من بلدة بيتا، وهي تحضر طبق المقلوبة لأبنائها وحفدتها.
يذكر أن المؤسسات الفلسطينية تحرص على تنظيم فعاليات خاصة في هذا الموسم، فتحيي التراث الوطني، وترسم لوحة تراثية خلال عمليات قطاف الزيتون، حيث تنطلق فرق المتطوعين لمساعدة المزارعين.
كتبت: سمية النجار