Site icon تلفزيون المدينة

“صبرا وشاتيلا” .. تراشقٌ لدماء طُبع في تاريخ القضية الفلسطينية

قبيل غروب شمس السادس عشر من سبتمبر بقليل، أمسى فلسطينيو مخيمي “صبرا وشاتيلا”  الواقع في الغرب اللبناني على حدث لا يتصوّره سوّي، دماء تتلاشى وأجنة تُبقر في بطون أمهاتها، ونساء تُغتصب، وعامةٌ تُذبح، في مشهد استمر 48 ساعة ويزيد.

وبالرغم من مرور 39 عامًا على الحادثة، فإنها تظل حاضرة في الذاكرة الفلسطينية، شاهدةً على نكبة تهجير جديدة نفّذتها ميليشيا اليمين اللبناني المتطرف، إضافةً إلى ميليشيا جيش لبنان الجنوبي، بحماية صهيونية بعد أن فرضت قوات الاحتلال حصارًا مشددًا على المخيمين.

الدماء في تراشقها، بدأت جرّاء خديعة نكراء نفذّها خونة طالبوا أهالي المخيم الخروج برايات بيضاء، وفور خروجهم انقضوا عليهم بالسكاكين والأسلحة، قتلوا ومثّلوا بالجثث، ووصفت المشاهد بعد المجزرة بالمرعبة بما يفوق الوصف وأفلام الرعب الخيالية، إذ قُدّرت أعداد الضحايا بين 750 إلى 3500 شهيدٍ.

الباحثون والرواة الشفويون، صنّفوا جنسيات ضحايا مذبحة “صبرا وشاتيلا” كالتالي: 75% فلسطينيون، 20% لبنانيون، 5% (سوريون، وايرانيون، وبنغال، وأتراك، وأكراد، ومصريون، وجزائريون، وباكستانيون) وآخرون لم تحدد جنسياتهم.

الناجون من المذبحة ليسوا أوفر حظًا ممن قتلوا، فالمشاهد التي تتردد في أذهانهم وخيالاتهم تضع نفسياتهم في إطار حرج، فلا يمكن لأحد أن يرى بشاعتها وينجوا، إضافةً إلى من فقدوا من أهل أو أحبة، سرقتهم منهم سكاكين الغدر. 

ويروي أحد الشهود على المجزرة لـ”وكالة الأناضول” قائلًا: “كان هناك شخص يُدعى أبو محمد الدوخي ذو قدمٍ مبتورة، يمتلك محلًا صغيرًا لبيع الكاز، اقتحموا محله يوم المجزرة، وكانوا يسحبون الكاز في إبر ويضعونها في قدمه، كان مشهدًا مروّعًا جداً”.

ويُوضّح متأثراً: “يريدون التخلص من الفلسطينيين وقضيتهم، وكان هناك ثأر من الحرب “الأهلية” التي بدأت عام 1975 عندما حصلت معارك بين فلسطينيين والكتائب”.

ويتابع: “هناك من يحمل حقداً على الشعب الفلسطيني، بالرغم من أنه لا علاقة لنا بذلك، نحن أتينا إلى لبنان غصباً، وغدًا إذا قرروا أن نعود إلى فلسطين سنعود”.

ويرد على الاتهامات التي كانت تتردد بحق الفلسطينيين اللاجئين: “نحن لم نأت لاحتلال لبنان، الناس لا يمكن أن تنسى المجزرة، الأسى لا يُنسى.. سقط أبرياء كثر من نساء وأطفال، لم يرحموا أحدا”.

مشاهد المجزرة ما تزال حية في أذهان الكثيرين، وكل ما تسببت به من ندبة تاريخية فلسطينية لا يمكن تجاوزه، فبهذه المجزرة الوحشية، عملت دولة الاحتلال على إيجاد حقد دفين، وأوقدت شرارة طائفية بين الفلسطينيين واللبنانيين ما تزال تُلحظ حتى اليوم، في وقت تحاول “إسرائيل” فيه جاهدةً، غسل يديها من المذبحة.

كتبت:سمية النجار

المصادر: وكالات

Exit mobile version