حديقة شادي.. بساطة تفاصيلها تزيّن جمالها
تلمس الجمال في بساطة الأشياء وأصالتها، وتستشعر الروح من تفاصيلها الصغيرة، تلك التي تمنح المكان بهجةً وألفةً، وتميزه بطابعٍ خاصٍ لا ينافسه فيه أحد.
شادي عبد الله ابن مدينة طولكرم يهوى استشعار الجمال في الخضرة والتفاصيل، تملك بيتًا تحيط به حديقةٌ متواضعةٌ، نمت فيها أشجار معمّرة، وزينها بالورود والنباتات التي بثت في المكان حياة فوق الحياة.
يقول شادي لـ” تلفزيون المدينة” إن حبه للطبيعة والنباتات نمى معه منذ الطفولة، إذ كان مهتمًا بالاعتناء بحديقة البيت، وبدأ في زراعة أشجار لأول مرة منذ 14 عامًا ويزيد، فهو كبر برفقة الشجر، وتجمعه به علاقة وطيدة.
وبدخولك الحديقة تلحظ أدوات زينة وأواني مطبخ معلّقة وبداخلها زرع، فمثلًا يستعمل العلب الزجاجية من مخلفات الزيتون والمربى مثلًا، ودلال القهوة والأحذية التالفة، وبها جلسات هادئة من الخشب العتيق، ومظلات ملونة، تتداخل كلها لتجعل المكان منفردًا.
وبحسب شادي، فالحديقة بمكنوناتها وحجارتها، تطوّع كل شيء ليتناسب معها، ووظيفته تتمثل في خلق انسجام بين هذه المكنونات لتعبر الحديقة بذلك عن نفسها.
ويتابع عبد الله حديثه قائلًا، إن النباتات المزروعة في الحديقة لها قصص وحكايات، وأن كثيرًا منها جمعها في جولاته من مناطق الضفة كافة، إذ يقوم بشكل أسبوعي بالمشاركة في جولة لمنطقة فلسطينية، ويحتفظ من ترابها بنبتة تقيّد الذكرى، فشادي عشق الطبيعة وامتثل لذلك قولًا وفعلًا.
وما يميز الحديقة هو قربها من الناس، وامتثالها للطبيعة والحقيقية، بعيدًا عن زيف الورد الصناعي أو المبالغة في تجميل الطبيعي، وهذا ما جعلها مميزةً لدى الكثيرين، بل ومزارًا لراحتهم ولتوثيق لحظاتهم.
أما شادي فبشغفه ألهم الكثير للزراعة، وبات الكثير يسأله بشأن النباتات والعناية بها، بل وشقّ الكثير طريقهم نحو بيئة خضراء أيضًا.
ورغم عمل شادي، إلا أنه يجد وقتًا للحديقة، ويخصص يومًا للزراعة وآخر للعناية، فالعلاقة بينهم متجذّرة، هو يحبها ولا يكتمل يومه دون التجول في جنباتها، وهي لا تكف عن منحه سعادةً وجمالًا.
ويدوّن شادي باسم الحديقة بعد أن أنشأ لها حسابًا خاصًا على “أنستغرام”، يتابعه الآلاف ويعرف باسم حديقة شادي، وينشر مقاطع وزوايا عامرة بالجمال.
صور الحديقة:
كتبت: سمية النجار
تحرير: هالة حسون