الأخبار

شابة فلسطينية تسعى لدمج دراستها في علم النفس بمهارتها في تشكيل “مكتات” خزفية

كثيرًا ما يمهّد الفراغ لاكتشاف موهبة أو زرع فضيلة، فإذا كنت من أصحاب الهمم وحاصرك، لا بد وأن تجد متنفسًا ينتشلك منه إلى روعة الإنجاز، وبيادر تعزيز النفس.

تصف السطور الأولى الشابة الفلسطينية رحمة الحاج أحمد، ذات الـ23 عامًا، وابنة بلدة عرابة الواقعة في الجنوب الغربي لمدينة جنين، التي باغتها الفراغ خلال فترة حجر الصحي اضطرت لقضائه إثر إصابتها بفيروس “كورونا”، فسافرت في نفسها لتكتشف مهارة صناعة “المكتات” بالخزف والجبصين.

تردد قتلته التجربة..

“كنت أتمنى تجربة هذا النوع من الفن كثيرًا، لكني كنت مترددة ولم أتوقع للحظة أنني أمتلك من الإمكانيات ما يُذهل، حتى بادرت في نفسي وجرّبت، لتكون المفاجأة بجميل ما صنعت”، بهذه الكلمات، وبعيونٍ تلمع، عبّرت رحمة عن اتقاد الشغف في نفسها لـ”تلفزيون المدينة”.

وتابعت، أنها في البداية، أحبت الكتابة باللغة العربية، مستوحيةً كلماتها من الجمل الفصيحة، ومن نصائح والدتها، مثل العبارة التي ترددها الوالدة دومًا، “كل يرى الناس بعين طبعه”، والتي يستوحى منها أن كل امرئٍ يراك انعكاسًا لنفسه، وكل توقعاته تعبر بشكلٍ أو بآخر عن شخصيته ومكنونات سرائره.

وأيضًا، مثلّت الحاج أحمد بهذا الفن انتماءها الأصيل لفلسطين، من خلال “مكتات” مثّلت الخارطة، وحبها للبطيخ الذي تشتهر به بلدتها عرّابة ومدينتها جنين، بـ”مكتات” حملت شكل البطيخ بتفاصيله وبذوره.

ورغم أن البداية جاءت بمحض الصدفة، إلا أن مواصلة التعلم، وتهذيب الموهبة بتطويرها، من خلال دمج الأفكار والألوان والعبارات في المخيلة، ثم تمثيلها واقعيًا، ساهم بالارتقاء بموهبة رحمة كثيرًا، حتى صارت تمثل نظرتها لنفسها، وبعض من حولها -ممن يطلبون ذلك- من خلال هذا الفن.

دور وسائل التواصل الاجتماعي

وساهمت مواقع التواصل الاجتماعي في نقل صورة عن موهبة رحمة والتسويق لها، رغم أنه لم يقصد ذلك من البداية، لكن بوادر الطلب دفعتها لإنشاء صفحة خاصة بـ”المكتات” على منصة “إنستغرام”، حملت اسم “MkatatError404”.

وفسّرت رحمة لـ“تلفزيون المدينة” سرّ اختيارها هذا الاسم، قائلةً إن البعض حاول التقليل من موهبتها في البداية، لاعتمادها مبدأ “تقليد” نماذج جاهزة لـ”مكتات”، وبصراحة اعترفت بذلك، ممتنةً لخطواتها الأولى، ولافتة إلى الدور الذي لعبته هذه البداية في صقل الموهبة وتعزيزها.

دمج علم النفس بالموهبة

وحققت هذه الإنجازات لرحمة الكثير من الراحة والاسترخاء، وهي من جانب خبرتها في تخصص علم النفس، الذي تدرسه في مرحلة الماجستير حاليًا، قالت إن الفن يعتبر أحد أساليب العلاج النفسي، للكبار والصغار على حدٍ سواء.

وتأمل الحاج أحمد أن تنفذ دورات ونشاطات للشباب والأطفال، تدمج فيها من واقع خبرتها في علم النفس، وموهبتها الفنية، لمساعدتهم في التغلب على الضغوطات وتفريغها بصورة إيجابية.

كتبت: سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض