شكّلت عملية الهروب، والتي جاءت نتيجة لتخطيط وعمل استمر عدة أشهر، ضربة “موجعة” لأمن الاحتلال، خاصة أن مديرية السجون وأجهزتها المختلفة تتخذ إجراءات عدة لمنع حدوث عملية هرب من هذا النوع.
وبحسب إدارة السجون فإن الإجراءات المتبعة تكون على النحو التالي :
- صبّ أرضيات الغرف بطبقة خرسانية مع حديدٍ مقوّى متينًا جدًا.
- حديد فولاذي مصبوب بمادة خاصة قوية على النوافذ فيها حساسات إنذار مبكر تحذر السجانين عند قصها ممن يحاول الهرب.
- جدران سميكة من الباطون المسلح.
- سور داخلي طوله ثمانية أمتار وعليه أسلاك شائكة.
- كلاب حراسة موزعة حول أسوار السجن تغطي كل المسافات الفاصلة بينها.
- سورٍ عالٍ من الأسلاك الشائك.
- شارع يحيط بالسجن تدور حوله دوريات بشكل مستمر للتأكد من سلامة الاجراءات.
- أبراج عالية موزّعة على نقاط متفرقة تغطي السجن من كل الأطراف تشاهَد بالعين المجردة والكاميرات الالكترونية فائقة الدقة.
كما يتولى جهاز الأمن في السجن مهمة منع هروب الأسرى، وهو المسؤول عن فحص هذه الإجراءات، والتأكد من أنها فعّالة وبشكل دائم يجري عمليات فحص دورية على النحو التالي:
- فحص الأرضيات بالدّق عليها وعلى الجدران، والنوافذ 3 مرات يوميًا بأدوات خاصة لهذا العرض.
- التنقلات المستمرة في داخل الغرف للمؤبدات، والأسرى، الذين من المحتمل أنهم يفكرون بالهرب وهذا يتولى تنفيذه جهاز المخابرات في مديرية السجون.
- إعطاء وسم توصيف على كرت كل أسير من هؤلاء الأسرى المحتمل تفكيرهم بالهرب حتى يوضعوا تحت الأضواء والمراقبة الدائمة ويتم نقلهم بين الغرف والأقسام والسجون المختلفة.
- التفتيشات المستمرة تحت مسميات ومبررات متعددة كل فترة، مثل جرد الملابس، والتفتيش على جوالات، والرش وما شابه في سبيل منع الأسرى من الاستقرار والتغطية على عملية هروب محتملة.
وفي ظل كل الإجراءات الظاهرة والخفية تمكن الأسرى من الحفر بإدوات بدائية بدون صوت يُسمع، وكمية هائلة من التراب تخرج من النفق، ويتم التخلص منها بطرق ووسائل شتى دون أن تلحظ هذه المنظومة الكاملة المتكاملة، أنها الهزيمة للعقل الإسرائيلي وانتصار للعقل الفلسطيني.
كما اثبتت التجربة أن الأسرى الفلسطينيين مستمرون في محاولة الهرب، وقد شهدت السجون عشرات المحاولات منها ما نجح ومنها من اكتُشف أثناء التنفيذ في مرحلة من مراحل العملية في حرب أدمغة مستمرة لا تتوقف على الجبهات المختلفة وخطوط النار الملتهبة.
ويقع سجن “جلبوع” في بيسان شمال فلسطين المحتلة، قرب سجن “شطة”، الذي تعرض فيه الأسرى أيضاً لأبشع عمليات التنكيل من قبل السجانين خاصة خلال سنوات انتفاضة الأقصى.
وتقول مؤسسات الأسرى إن سجن “جلبوع” يتكون من خمسة أقسام في كل قسم منها 15 غرفة، تتسع كل منها لثمانية أسرى، ويعاني الأسرى فيه من ظروف بيئية صعبة حيث ارتفاع نسب الرطوبة العالية.
بقلم: محمود مرداوي
تحرير: هالة حسون