مع الضغوط المتزايدة التي يتعرض لها الموظفون طوال ساعات العمل، تنامت فكرة لدى أحد أصحاب الأعمال المصريين تستهدف منح الموظف مساحة مكانية للتنفيس عن مشاعره السلبية.
وتحت اسم “ركن البكاء” خصص أمير عبد المجيد -صاحب إحدى الشركات بمحافظة الأقصر والتي لها عدة أفرع بمحافظات مختلفة- مكانا داخل شركته ليكون مساحة خاصة لأي موظف يحتاج للبكاء.
شركه محترمه عامله crying corner ( ركن للعياط )
لموظفينها.😅 pic.twitter.com/shSaCnLnkb— Мохамед Юнис ツ (@MohamedYounis69) December 3, 2021
وأضاف عبد المجيد أن ركن البكاء داخل شركته أصبح مكانا مميزا ومصدرًا للراحة والقدرة على العودة للعمل مرة أخرى.
وعن منبت الفكرة قال إن هناك نسبة كبيرة من الإناث ضمن العاملين بشركته، مشيرا إلى أن الأنثى أقرب إلى البكاء في حال تعرضها للضغط أو موقف عصيب أو الإخفاق في تحقيق المطلوب منها، وهو ما دفعه للتفكير في التخفيف عن الموظفات العاملات لديه.
واستطرد “في مرة مديرة إحدى الفروع قعدت تعيط على السلم جامد، لأنها محققتش “التارجت” (الرقم المالي المطلوب منها) فقعدت أهديها وأقنعها أن محصلش حاجة، وده بيحصل في الشغل كتير، فجاءت لي فكرة أني أعمل مكان يعيطوا فيه براحتهم”.
إقبال
وبالنسبة للإقبال على ركن البكاء أكد صاحب الشركة المنفذة للفكرة أنه بمجرد تخصيص الركن أقبل الموظفون على حجز مقاعدهم داخل الركن “أول واحد راح المكان فعليا كان شاب قعد وغمض عينيه كان باين عليه مخنوق، لكن معيطش قعد مع نفسه وقام كمل شغله عادي”.
ويبدو أن ركن البكاء أثار لدى الموظفين مشاعر بعيدة عن أي منحى سلبي، فبحسب تأكيد عبد المجيد تحول ركن البكاء إلى مادة للسخرية داخل الشركة.
وأضاف “بقينا ناخد الموضوع في شكل كوميديا، يعني لو حد عايز يعيط أول ما أقوله على “crying corner”، يفضل يضحك ويتغير مزاجه ويبقى أحسن بكثير، ويرجع يكمل شغل من غير ما يروح للركن ولا حاجة”.
أما أفضل مردود لركن البكاء فكان لموظفة تعرضت لارتباك قبل إلقائها محاضرة لمتدربين جدد، وأوضح عبد المجيد “لقيناها خايفة وعايزة تعيط، قلت لها روحي الـ “crying corner” (ركن البكاء)، خلصي وتعالي وفعلا راحت عيطت، ورجعت طلعت المتدربين وكلنا كنا متفاجئين من النتيجة كانت مميزة فعلا”.
ويملك صاحب فكرة “ركن البكاء” 11 فرعا لشركته بعدة محافظات، لكنه خصص ركن للبكاء داخل فرعين فقط، وعن باقي الأفرع قال إن “إدارة التنمية البشرية تستمع للموظف الحزين وتتقبل مشاعره حتى ولو وصلت للبكاء”.
انا عايزة ركن في الجامعة يتخصص للعياط اطلع من السكشن أو الامتحان اعيط فيه وارجع أكمل حياتي عادى مافيش مشكلة
— Rahma (@rahm_a) November 2, 2018
مطلب قديم
ويبدو أن فكرة “ركن للبكاء” التي أقدم على تنفيذها المصري أمير عبد المجيد هي مطلب متجدد لكثير من رواد منصات التواصل الاجتماعي الذين عبروا عن رغبتهم في مساحات مكانية يمكنهم فيه التخلص من مشاعر سلبية آنية ليعودوا بعد ذلك لممارسة أنشطتهم الحياتية بشكل طبيعي.
ليه ميعملوش ركن صغير كده للعياط بحيث لما الدنيا تيجي علينا جامد تروح نعيط فيه !
— شيماء (@Shimagdy1907) November 13, 2019
بكرا لو فتحت شركتي الخاصة إن شاء الله، رح أعمل للموظفين ركن صغير للعياط من الضغط إللي راح أحطه عليهم.. وحجيبله تمويل وأوسعه في المستقبل، لإني متأكدة حيكون عليه إقبال كبير إن شاء الله❤
— Sheraz (@Sheraz_O) August 8, 2019
وتداول رواد الإعلام الاجتماعي صورا لشركة تخصص ركنا لبكاء موظفيها مع ثناء على الفكرة ودعوة لتعميمها داخل كل الشركات.