Site icon تلفزيون المدينة

رغم تجاوزها الـ90.. لماذا رفضت ملكة بريطانيا لقب “عجوز العام”؟

تركزت أنظار كثير من البريطانيين على مستشفى “الملك إدوارد السابع” في العاصمة البريطانية، بعد أن حلت فيه ضيفة على درجة عالية من الأهمية، ويتعلق الأمر بالملكة إليزابيث الثانية، التي اضطرت لقضاء ليلة في المشفى، بعد نصيحة من الأطباء بضرورة إجراء فحوص طبية عادية.

وتصدر الوضع الصحي للملكة عناوين وسائل الإعلام البريطانية، بعد إعلان قصر باكنغهام إلغاء زيارة مقررة للملكة إلى شمال أيرلندا، وذلك بناء على نصيحة من الأطباء، وأكد البيان أن وضع الملكة لا يدعو للقلق.

ولم يتعود البريطانيون على توالي البيانات حول الوضع الصحي لملكتهم التي حرصت طيلة عقود حكمها السبعة على الظهور بمظهر السيدة الحيوية والقوية، فرغم تقدمها في السن (95 سنة) لا تدخر جهداً في القيام بكل واجباتها في الحكم.

عامل السن فتح نقاشاً واسعاً في المملكة حول مصير العرش وشكل البلاد في حال وصول الدور لولي العهد الأمير تشارلز، الذي بدأت تتسرب بعض المعلومات عن خططه لتغيير شكل الملكية.

ليلة في المشفى

بشكل مفاجئ، أعلن بيان قصر باكنغهام أن الأطباء نصحوا الملكة بالخلود للراحة، وذلك بعد جدول أعمال مزدحم، توّج باستقبال أثرياء العالم وكبار رجال الأعمال الذين حلوا ضيوفاً عليها في قصر “ويندسور” على هامش مشاركتهم في قمة الاستثمار العالمية.

وأعلن القصر أن الملكة “محبطة” لأنها ستلغي زيارة كانت مقررة إلى شمال أيرلندا، بعد جدول أعمال مزدحم يبدو أنه أثر على وضعها الصحي.

بعدها يعود القصر ليعلن عودة الملكة للقصر وهي “بروح معنوية جيدة”، بعد ليلة قضتها في مستشفى “الملك إدوارد السابع” في لندن المخصص للأسرة الحاكمة، وهو المشفى نفسه الذي قضى فيه زوجها الراحل الأمير فيليب آخر أيامه.

وستخضع الملكة لنصائح الأطباء بالخلود للراحة بضعة أيام، بعد إجراء بعض الفحوص الروتينية.

لا تعترف بالشيخوخة

أجبر وباء “كورونا” والإغلاق الشامل الملكة على البقاء في حالة عزلة تامة وصارمة في قصرها في “ويندسور”، وترسخت هذه العزلة بوفاة زوجها الأمير فيليب.

وبمجرد فتح البلاد من جديد، ظهرت الملكة كأنها تريد استدراك ما فاتها، فكانت حريصة على حضور كثير من الأنشطة، وتظهر سجلات الأنشطة الملكية أنها قامت بأكثر من 15 نشاطاً خلال أكتوبر الحالي.

ولا تدخر الملكة إليزابيث جهداً في إظهار أنها ما زالت قادرة على القيام بكل واجباتها كملكة، بل إنها ترفض الاعتراف بوصولها لمرحلة الشيخوخة.

وفي حادثة طريفة لكنها لا تخلو من دلالة، رفضت الملكة بشكل لطيف -لكنه صارم- جائزة “عجوز السنة” (Oldie of the Year) التي تُقدم لشخصيات متقدمة في السن ولها تأثير عالمي.

وفي رسالة من الكتابة الخاصة للملكة لأصحاب الجائزة، أكدت إليزابيث الثانية “أن الشخص يصبح عجوزاً بالقدر الذي يشعر فيه بأنه عجوز، والملكة لا تعتقد أن هذه المعايير تنطبق عليها، ولهذا لا تقبل هذه الجائزة، وتتمنى أن تجدوا شخصا يستحقها”.

ورغم أن زوجها الراحل سبق أن حصل عليها عمره 90 عاما، فإن الملكة رفضت قبولها، وهي المقبلة على الاحتفال باليوبيل الماسي لاعتلائها عرش المملكة المتحدة، لتكون أطول ملكة تقلدت الملك في تاريخ البلاد.

العين على ولي العهد

لا أحد في المملكة يجادل في أن الملكة إليزابيث ناجحة في القيام بأدوارها على أكمل وجه رغم تقدمها في السن، إلا أن العمر له أحكامه وسننه، ولهذا بدأت الأعين تتجه بشكل متزايد لولي العهد الأمير تشارلز.

وحسب تقارير صحفية، فقد عقد الأمير -مع الملكة وعدد من كبار الأسرة الملكية- قمة غاية في السرية والأهمية، بعد وفاة الأمير فيليب لتقرير مصير الملكية على امتداد الجيلين المقبلين.

ولعل أهم ما تسرب من هذه القمة هو خطط الأمير تشارلز للتخفيف من شكل الملكية في البلاد، ذلك أنه يخطط لتقليص أنشطة الأسرة الملكية، وتقليل عدد الموظفين الذين لا تُعرف مهامهم على وجه الدقة، وكذلك تضييق دائرة أفراد الأسرة الملكية التي ستوكل لها مهام عمومية.

الحاجة للتجديد

يعلم الأمير تشارلز أن الزمن يتغير وتصور الشباب للمؤسسة الملكية كذلك يتغير، لذلك سيعمد إلى إقامة نظام ملكي “أكثر رشاقة وخفة”، بحيث لا يصبح مثقلاً بالكثير من البروتوكولات، ولا الكثير من الأنشطة.

أما السؤال الأكبر فهو إمكانية تمرد الأمير تشارلز على الأعراف والتقاليد في بلاده، ليتخلى عن العرش لابنه الشاب الأمير ويليام، لتقديم وجه شاب للمؤسسة الملكية. ولا أحد يمتلك جواب هذا السؤال، فهناك من يضع الأمر في خانة الاحتمال، ومن يعدّه مستحيلاً.

المصدر : الجزيرة
Exit mobile version