خاص| قال المختصّ بالشأن الإسرائيلي عمر جعارة إن وسائل إعلام عبرية زعمت أن المستوطنين الذين اقتحموا مدينة رام الله ليلة أمس الأربعاء، كانوا بطريقهم إلى زيارة قبر “صدّيق” يهودي في الضفة الغربية، ولم تفصح عن اسمه.
وأوضح جعارة في حديث خاص ل”تلفزيون المدينة” أن وسائل الإعلام العبرية لم تفصح عن اسم القبر، بسبب عدم تواجد قبور يهودية في رام الله، في إشارة إلى أن اقتحام المستوطنين كان لهدف آخر مختلف تمامًا عن هدف الزيارة المزعوم.
ورجّح جعارة أن اقتحام المستوطنين أمس، كان من أجل الحصول على معلومات استخبارتية، خاصة أن سلطات الاحتلال تستغل كافة الوسائل المدنية، وتسخّر كل امكانياتها من أجل الحصول عليها، وهذا ما يفسر توتر حكومة الاحتلال حين اعترض الفلسطينيون سيارتهم، وقاموا بتحطيمها وإحراقها، خوفًا من حجزهم.
وجدّد جعارة تأكيده حول دخول المستوطنين لمهمات استخبارتية، مشيرًا إلى أن فرق المستعربين تتخفى بأزياء مختلفة من أجل تسهيل اندماجهم في المناطق الفلسطينية عند الدخول إليها، ومعرفة أي معلومة استخبارية من المواطنين.
وأضاف: “جيش الاحتلال أعلن الاستنفار أمس، وهدد باقتحام رام الله في حال عدم تسليم المستوطنين، هذا ما أثار علامات استفهام حول تحذيراتهم، خاصة أن جيش الاحتلال دائم الاقتحام لرام الله وقرها دون إنذار مسبق”.
وأوضح جعارة ل”تلفزيون المدينة” أن الإعلام العبري يمارس دورًا تحريضيًّا تجاه الشبان الفلسطينين و اتهامهم بمحاولة الـ”تشنيّع” بقتلهم، ونهب محتويات السيارة، وحرقها.
يُذكر أن المختص “الإسرائيلي” بالشأن العربي أوهاد حموّ، اعتبر أن دخول المستوطنين إلى الأراضي التابعة للسلطة، وعدم التزامهم بالإعلانات “التحذيرية” التي تُوضع على مداخل مناطق السلطة كان عن طريق الخطأ.
تسليم المستوطنين
وحول عملية تسليم الأجهزة الأمنية المستوطنين، ذكر المختص بالشأن العبري عمر جعارة ل”تلفزيون المدينة”، أن ما حدث أوضح لدى جيش الاحتلال أهمية التنسيق الأمني بين الطرفين، عقب تسليمهما عبر الحاجز المعروف بـ” DCO”.
ويضيف أن وسائل إعلام عبرية رحبت بجهود السلطة، والتي أوضحت في أخبارها أنه “لولا التنسيق الأمني بين حكومة الاحتلال، والسلطة الفلسطينية، كانت الحادثة ستنتهي بصورة فظيعة تماماً كما حدث قبل حوالي 20 عاماً”.
كما ذكر الصحفي “الإسرائيلي” المتخصص بالشؤون العربية “شين ساغيف”، إن السلطة الفلسطينية ما زالت تقوم بواجبها فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع “إسرائيل”.
وأردف: أن “السلطة لن تغير سياساتها ولو غيرت سياساتها بالفعل لانتهى حدث الليلة بشكل مختلف”.
“سلوكٌ مُدان”
من جهتها، علّقت فصائل فلسطينية على محاولة تصدى الشبان للمستوطنين الاثنين الذين تمكنوا من الوصول إلى منطقة المنارة وسط رام الله، وإحراق لمركبة وتحطميها.
وقالت الحركة على لسان ناطقها فوزي برهوم، إن ما جرى، عمل “وطنيّ شجاع”، يعكس العلاقة الطبيعية مع الاحتلال، المبنيّة على التصدي لكل أشكال العدوان، ومواجهة المستوطنين، والاشتباك معهم من نقطة الصفر.
وأضافت أن “ما حدث يجب أن يستمر بقوة ويمتد إلى كل مناطق الضفة الغربية وخطوط التماس”.
وأردفت: “واجب الأجهزة الأمنية حماية أبناء شعبنا من إعتداءات المستوطنين والتصدي لهم جنبا إلى جنب مع أبناء شعبهم وليس تأمينهم وإعادتهم إلى العدو”.
واعتبر القيادي في حركة حماس عبد الرحمن شديد، أن ما قامت به الأجهزة الأمنية من توفير الحماية للمستوطنين الذين دخلوا رام الله وتسليمهم لقوات الاحتلال على أحد الحواجز، “سلوك مدان، ومرفوض وطنيًّا”، وهو يؤكد المهمة الوظيفية لهذه الأجهزة في حماية المستوطنين.
من جانبه، قال المتحدث باسم الجهاد الإسلامي في الضفة طارق عز الدين، إن “ما قام به الشباب الثائر على دوار المنارة وسط رام الله هو عمل بطولي شجاع يجسد الروح الحقيقية للشباب الفلسطيني”.
كتبت: هالة حسون