Site icon تلفزيون المدينة

“رأفةً بقلوب ذويهم”.. فيديو| ماذا قالت طفلة “الفسفوس” مناشدة أحرار العالم؟

“أنا إذا بابا بستشهد مش رح أسامح ولا حدا”.. بدموعها الطفولية، تقف جوان ابنة الأسير كايد الفسفوس المضرب عن الطعام منذ أكثر من مئة يوم مناشدة كل أحرار العالم الوقوف إلى جانب والدها ونصرته، لتعود رائحة الأمان إلى البيت خوفًا من خسارتها إلى الأبد.

جوان التي لم تتجاوز عامها الثامن، قالت فيما نشر من مقاطع وفيديوهات لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إنها حرمت النوم هانئة، فالتفكير في “بابا” يشغل بالها، ويقلق ليلها، خاصة بعد الزيارة التي قامت بها في مستشفى “كابلان” حيث كان يرقد الفسفوس.

فأثناء الزيارة، رأت جوان والدها في وضع حرج، حيث ذوى منه اللحم وتكشف العظم، متعب لا يقوى قضاء ولو أبسط حاجاته.

أما والدة الفسفوس، أو ما تعرف بوالدة الأسرى الستة، لكثرة اعتقال أولادها الذين يقبع اليوم أربعة منهم من أصل ستة داخل سجون الاحتلال بتهم مختلفة، أبرزها تشكيل خطر على أمن “إسرائيل” تقول عبر “تلفزيون الغد” إنها منذ عام الـ2000 لم تجتمع مع أولادها الستة على مائدة واحدة.

وبدموع الغصة تتابع، “أريد ابني حيًا وليس شهيدًا”، وترد على كايد الذي قال لها “إذا استشهدت لا تبكي علي” قائلةً، “كيف تطلب مني ألا أبكي.. أنا ربيتكم بدم قلبي يا أمي، وبدي تروح إلي ولبيتك ولجوان بخير”.

ورغم أن المحكمة العليا “الإسرائيلية”، أصدرت قرارا بتجميد أمر الاعتقال الإداري الصادر بحق  الفسفوس، في الرابع عشر من أكتوبر الماضي، إلا أن وضعه ما زال خطرًا.

وسابقًا، أوضحت هيئة الأسرى والمحررين أن “قرار التجميد لا يعني إلغاءه، لكنه إخلاء مسؤولية إدارة سجون الاحتلال، والمخابرات عن مصير وحياة الأسير الفسفوس، وتحويله إلى ’أسير غير رسمي’ في المستشفى، ويبقى تحت حراسة أمن المستشفى، بدلا من حراسة السّجانين”، علمًا بأن أفراد العائلة والأقارب يستطيعون زيارته كأي مريض وفقًا لقوانين المستشفى، لكن لا يستطيعون نقله لأي مكان.

ستة أسرى يواصلون إضرابهم.. ومنهم في خطر

وإلى جانب الفسفوس، يواصل خمسة أسرى آخرين إضرابهم المفتوح عن الطعام، ودخل بعضهم في حالة من الخطر الشديد، وأبرزهم الأسير مقداد القواسمي، الذي يواصل إضرابه منذ 106 أيام، والأسير علاء الأعرج المضرب منذ 88 يومًا.

وعبر وسائل التواصل الاجتماعي، ذاعت رسالة مؤثرة، خرجت بها إيمان بدر والدة الأسير القواسمي من داخل مشفى كابلان، مفادها أن مقداد دخل مرحلة الخطر بشكل صارخ، حيث يعاني ألامًا شديدة، ويتلقى بعض الأدوية التي وصفتها بدر بـ”غير الموثوقة” متابعةً “أنا لا أثق بهم ولا بدوائهم الذي لا نعرف عن ماهيته شيئًا”، في إشارة للاحتلال.

وآزرت بدر على موقف مقداد الثابت، مؤمنة بصوته ومطالبه، وبحقه بالحرية، مناشدة السلطة الوطنية والملك حسين باحتضان ما بقي من صحة مقداد في مرحلته الحالية الخطرة، لئلا تتدهور حالته أكثر.

“رأفةً بقلب ابني الذي كبر قبل أوانه”

“لن أنتظر سماع اقتراب أجل علاء الحتمي لأخبر طفلي بأن والده الذي وعده بعودة قريبة ربما لا يعود”، بهذه الكلمات خاطبت أسماء قزمار زوجة الأسير علاء الأعرج  الضمائر الحية، بينما يرتجف ما في قلبها على طفلهما الذي ينتظر والده منذ شهور، غير مدرك تمامًا خطورة ما يعترضه، وتفاصيل ما يعانيه في عزله الفردي، وتنقلاته بين الزنزانة وسرير المشفى.

محمد، نجل علاء الوحيد، والذي ولد في غيابه، وحرم من نطق دندنة “بابا” الأولى على مسمعه، يكبر اليوم كثيرًا في غيابه، وفي ظروف نفسية متخبطة جراء اعتقالات والده المتكررة، شأنه شأن الكثير من أبناء الأسرى في سجون الاحتلال.

ورغمًا عن الظرف الصحي الصعب الذي يعيشه الأعرج اليوم، كشف نادي الأسير أن مخابرات الاحتلال حوّلته إلى التحقيق، حيث يجري التحقيق معه في سجن “عيادة الرملة” علمًا بأن أمر الاعتقال الإداري ما زال قائمًا، وسط مطالبة عائلته بالإفراج الفوري.

هكذا يبدو المشهد لثلاثة عائلات فلسطينية، لا تعرف ليلها من نهارها، وسط قلقها المتزايد على حياة أبناءها، المهددين بمفارقة الحياة في أي لحظة، ودون أي استجابة شعبية ولا دولية.

كتبت: سمية النجار

مصادر: موقع إلكترونية ومواقع تواصل إجتماعي

Exit mobile version