شاركت د. خيرية رصاص رئيس اتحاد الجامعات المتوسطية (يونيميد) نائب رئيس جامعة النجاح الوطنية للشؤون الدولية والخارجية، في قمة طلاب حوض البحر المتوسط التي عقدت في الفترة بين (26 -28 أيلول 2024)، والتي استضافتها جامعة باليرمو في إيطاليا وجمعت نخبة من الطلاب والأكاديميين وقادة المؤسسات من جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط لمناقشة جهود التدويل، وتعزيز مهارات القيادة بين الطلاب، إضافة إلى التعاون الإقليمي.
وتعتبر هذه القمة جزءًا أساسياً من التزام وجهود اتحاد الجامعات المتوسطية بتعزيز الحوار بين الثقافات وتطوير شراكات قوية بين المؤسسات الأكاديمية. حيث أكدت د. خيرية رصاص على أهمية مشاركة الطلاب في تشكيل مستقبل منطقة البحر الأبيض المتوسط، مشيرةً إلى أن هذا الحدث إنما يعد لحظة حاسمة للطلاب بوصفهم مواطنين عالميين وشركاء رئيسيين في مواجهة التحديات الإقليمية المشتركة.
وسلطت هذه القمة الضوء على أهمية الشراكات مع المنظمات الفاعلة مثل الاتحاد من أجل المتوسط، وشبكة طلاب إيراسموس، وجامعة باليرمو، التي تعمل جميعها على إيصال أصوات الطلاب وطموحاتهم إلى دوائر صنع القرار. وشددت رصاص على أن التعاون بين هذه المؤسسات، إنما جاء لضمان وصول أصوات وتطلعات الطلاب إلى ما بعد هذه القمة وللمساهمة في بلورة السياسات والقرارات خلال الجمعية العامة لاتحاد الجامعات المتوسطية بل وأبعد من ذلك.
وحول التحالفات الدولية، أكدت على أن توسيعها هو المحرك الأساس لتعزيز الابتكار والبحث وتبادل الأفكار عبر منطقة البحر الأبيض المتوسط. وأشارت إلى أهمية هذه الفعاليات في ضمان مشاركة الطلاب ليس فقط في بلورة سياسات الجامعات، بل واستراتيجيات أكاديمية أوسع في المنطقة.
وشددت د. خيرية رصاص على مسؤولية مؤسسات التعليم العالي في خلق بيئات تدعم نمو الطلاب، داعية إلى توسيع برامج التبادل الطلابي والشهادات المشتركة، والشراكات الدولية. وقالت: “علينا أن نسلح طلابنا ليس فقط بالمعرفة الأكاديمية، بل وبالمهارات العالمية المتخصصة اللازمة لإيجاد فرص عمل في عالم مترابط وسريع التغيير.” وأكدت على أن مهارات القيادة يجب أن تُزرع في جميع المستويات، بدءًا من الطلاب، مشددة على أن القيادة تتعلق بالتأثير وليس بالمناصب. وأشارت إلى أن الجامعات المنضوية في إطار يونيميد ملتزمة بتعزيز الابتكار والشمولية والمشاركة الطلابية الفعاّلة في صنع القرار، لإعداد جيل جديد من القادة.
وفي إطار حديثها إلى قادة الجامعات المشاركين في قمة طلاب حوض البحر المتوسط، دعت رصاص إلى تعزيز التواصل بين المؤسسات الأكاديمية وزيادة تبادل الطلاب، واستعادة زخم برامج التبادل التي شهدت الكثير من التباطؤ بفعل جائحة كورونا وما فرضته من قيود على حرية الحركة والتنقل. وقالت: “هذه القمة لا تتعلق فقط بالمداولات والمناقشات، بل بالأفعال، حيث ستشكل التوصيات التي يتم تطويرها في إطار هذه القمة، السياسات والقرارات الفاعلة في توسيع برامج التنقل الطلابي والتحالفات الدولية المرتبطة بذلك”.
وخلال جلسة منفصلة حول الجهود والتحديات التي تواجه تشكيل مستقبل البحر الأبيض المتوسط، التي أدارها الدكتور مارسيلو سكاليسي، مدير اتحاد الجامعات المتوسطية ( يونيميد)، سلطت د. رصاص الضوء على الحاجة الملحة للوصول بخدمات التعليم للمجتمعات المهمشة والمـتأثرة بالحروب والنزاعات، مشددة على أن قوة التحالفات في هذه المنطقة، تكمن في ضمان توفير فرص التعليم لجميع الطلاب بغض النظر عن ظروفهم أو أماكن تواجدهم، مستعرضةً مشاركة يونيميد في المبادرات المخصصة للاجئين السوريين، وفي ليبيا، وأخيرًا من خلال “مبادرة تمكين طلبة غزة من استكمال تعليمهم الجامعي”، مؤكدة على أن التعاون عبر الحدود، الذي تجسد في هذه المبادرات، يساهم في بناء القدرات في المناطق المتأثرة بالنزاعات، وفي تكريس نموذج تعليمي يمكن تكراراه وتطبيقه في مناطق مختلفة من العالم.
وفيما يتعلق بالفجوة بين ضفتي البحر الأبيض المتوسط، دعت د. خيرية إلى توحيد الجهود الإقليمية لتعزيز البحث والابتكار. وشدت على أنه بالحوار السياسي، وبالاستثمار في البنية التحتية الرقمية، والالتزام بتوزيع عادل للموارد المالية والتعليمية، نتغلب على المعيقات في منطقتنا ونكرسها مركزًا رائدًا ونشطاً للمعرفة والتعاون.
وكانت د. رصاص، على هامش قمة طلاب حوض البحر المتوسط، قد التقت برئيس جامعة باليرمو البروفسيور ماسيمو ميديري، ونائبه البروفيسور فابيو مازولا، حيث تركز اجتماعهم على أهمية توسيع الجهود والمبادرات المشتركة الهادفة إلى تعزيز التنمية المستدامة ومواجهة التحديات الإقليمية. وأعربت عن شكرها لجامعة باليرمو على التزامهم بدعم مبادرة TESI التي تهدف إلى مساعدة طلاب غزة على استئناف دراستهم والتخفيف من الأعباء الأكاديمية التي تتسبب فيها الحرب.