خان الوكالة إرث حضاري لحضارة لا تُمحى
بنيان شاهدة على التاريخ، أقواسها تعبّر عن امتداد تاريخي مملوكي، وحجارتها صلبة مهما أكل الدهر عليها وشرب، واحد منها خان الوكالة في دمشق الصغرى وقلب الوسط الفلسطيني، نابلس.
في العام 1630، شيّد الحاكم لنابلس حينها فروخ باشا خان الوكالة أو ما يسميه البعض خان الفروخية نسبةً له، ليكون مقراً لتجمّع الحجّاج واستراحة للقوافل التجارية.
وكان الخان فيما سبق، مقرًا لتجمّع الحجّاج ونزول القوافل التجارية، وكان يستعمل كإسطبل وفندقٍ سياحي، وكمزارٍ لاستقبال الضيوف من رؤساء بلديات ووفودًا من شعراء وأدباء عرب وأجانب، كما واحتضن قادة الثورة أثناء الانتداب البريطاني على فلسطين.
ويحتوي الخان البالغ مساحته نحو 1600 مترًا مربعًا، على طابق أرضي يضم 15 محلًا تجاريًا مفتوحًا على السوق، و14 غرفةً داخليةً.
أما الطابق الأول، فَـيحتوي على 24 غرفةً أمامها ممر معمّد، وأقواس نصف دائرية، إضافةً لأعمدة مُثمّنة حول الممر بالطابق العلوي لم يتبقَ منها إلّا إثنان في الزاوية الشرقية الشمالية للممر.
وأحيلت أركان هذا الجمال على امتداده إلى شيء من الركام، جرّاء الزلزال المدمر الذي ضرب فلسطين عام 1927، وألحق به دمار أوسع بعد الاجتياح الإسرائيلي عام 2002 نتيجة القصف والتدمير.
وعملت بلدية نابلس جاهدة على ترميم الخان ليظل شاهدًا على طابع عريق وأصيل للمدينة، وقد استغرقت عمليات الترميم 12 عامًا، لكنه أخيرًا، أنعش روحًا في البلدة القديمة على وجه الخصوص.
وتحوّل الخان في بهائه اليوم إلى فندق ومطعم يقصده سياح ومواطنون لاستنشاق هواء نابلسي، والتمتع بمأكولات شعبية.
كتبت: سُمية النجّار
تحرير: هالة حسون