سلّطت عملية إطلاق النار التي أسفرت عن مقتل مستوطن، وإصابة اثنين آخرين بجروح بعد استهداف مركبتهم عند مدخل مستوطنة “حومش”، الأضواء مجددًا على هذه المستوطنة المثيرة للجدل، والتي سبق إخلائها من قاطنيها المستوطنين.
بدأت قصة المستوطنة في عام 1978، بعد أن تم الاستيلاء على جزء من أراضي سكان قرية برقة من قبل جيش الاحتلال بحجة تخصيصها لأغراض عسكرية.
وأقيمت “حومش” في مطلع الثمانينات فوق قمة جبل “القبيبات” الذي يضم آلاف الدونمات التي يملك غالبيتها أهالي قرية برقة، ويطل من ارتفاع 650 مترًا عن مستوى سطح البحر على عدد من القرى والبلدات الفلسطينية، فيما يتوسط الموقع الاستراتيجي ثلاث محافظات فلسطينية وهي: نابلس، وجنين، وطولكرم.
وخلال الانتفاضة الثانية، هرب حوالي نصف المستوطنين من “حومش” بعد تكرار عمليات إطلاق النار على الطريق المؤدي إلى المستوطنة، مما أسفر عن مقتل ثلاثة منهم وإصابة آخرين، ولتعويض النقص في أعداد المستوطنين، اتجه مستوطنون متدينون للسكن في المستوطنة، وأصبحت مستوطنة دينية علمانية مختلطة.
إخلاء “حومش”
وفي عام 2005، قام جيش الاحتلال بإخلاء مستوطنة “حومش” بقرار من رئيس وزراء الاحتلال آنذاك “آرئيل شارون” بالتزامن مع الانسحاب من غزة في خطوة أحادية الجانب، ولكن سلطات الاحتلال التي هدمت مباني المستوطنة باستثناء خزان المياه الضخم فيها أبقت على انقاض المستوطنة كمنطقة عسكرية مغلقة، يُحظر على الفلسطينيين أصحاب الأرض استغلالها.
وفي عام 2013، احتفى أهالي برقة بانتزاعهم قرارًا من المحكمة العليا باستعادة نحو 1200 دونم من أراضيهم الزراعية التي صادرها الاحتلال منهم العام 1978 لإقامة مستوطنة “حومش” آنذاك، دون أن يدركوا في حينها أن القرار لن يكون أكثر من “حبر على ورق”.
يُذكر أنه مرّ على إخلاء جيش الاحتلال لمستوطنة “حومش” نحو 16 عامًا، لكن أصحاب الأراضي في تلك المنطقة لم يتمكنوا من الوصول إليها والعمل فيها بحريّة، بسبب عودة عدد من المستوطنين للإقامة فيها بشكل شبه دائم، إضافة إلى عدم قدرة المزارعين على استصلاح أراضيهم في تلك المنطقة.
يُشار إلى أنه في عام 2009 شرع مستوطنون بتأسيس مدرسة دينية مكان مستوطنة “حومش” وذلك بحماية جيش الاحتلال، ويقيم في هذه المدرسة عشرات المستوطنين بصورة دائمة.
وبحسب المكتب الوطني للدفاع عن الأرض ومقاومة الاستيطان، فإن حكومة الاحتلال تعمل على إنشاء معابد لليهود في العديد من المستوطنات، والبؤر الاستيطانية، وطرحها ضمن خطة “لأولويات الوطنية” للحكومة، وذلك بهدف إضفاء قدسية وبعد ديني زائف على الأرض.
المصدر: جريدة القدس
تحرير: هالة حسون