السابع من أكتوبر واقتحامات جنين وطولكرم ونابلس، واعتداءات المستوطنين على حوارة وأطول حصار على المسجد الأقصى، واغتيال الأسير المضرب خضر عدنان والافراج عن عميد الأسرى، من أبرز الأحداث في العام 2023.
مضى العام 2023 تاركاً حرباً طاحنة يشنها الاحتلال على القطاع في نهاية مأساوية لعام احتشد برزنامة واسعة من الأحداث التراجيدية التي وقف خلفها الاحتلال.
تعتبر معركة طوفان الأقصى الحدث الأبرز في العام 2023، عام الشهداء والحصار والدمار والاغتيالات والاعتقالات والاقتحامات، عام تميز بهدم المنازل والمنشآت، وتميز بتنفيذ الاحتلال أطول حصار على المسجد الأقصى المبارك.
فيما يلي حصاد العام 2023 فلسطينياً وأبرز ما شهده من أحداث:
الإفراج عن عميد الأسرى كريم يونس
في 5 من كانون الثاني، أفرجت سلطات الاحتلال عن عميد الأسرى الفلسطينيين كريم يونس من قرية عارة في أراضي الـ48 بعد 40 عاماً من الاعتقال.
استشهاد الأسير المضرب خضر عدنان
أعلنت هيئة شؤون الأسرى استشهاد الأسير خضر عدنان عن عمر ناهز 44 عاماً في 2 من أيار، وذلك بعد إضراب عن الطعام استمر 86 يوماً؛ رفضاً لاعتقاله التعسفي.
اغتيال 6 من أبرز قادة سرايا القدس
في 9 من أيار، شن جيش الاحتلال عدواناً على القطاع، استمر 5 أيام خلّف 34 شهيداً، في حين أعلنت الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية عن قصف عمق الاحتلال برشقات صاروخية. وخلال أيام العدوان اغتال الاحتلال قيادات بسرايا القدس: جهاد شاكر الغنام وخليل صلاح البهتيني وطارق محمد عز الدين وعلي غالي وأحمد أبو دقة وإياد الحسني.
جرائم المستوطنين في حوارة
تعرضت بلدة حوارة جنوبي نابلس لاعتداءات من قبل المستوطنين بشكل متكرر، وفي الـ26 من شباط شهدت البلدة اعتداءات غير مسبوقة شنها مستوطنون وأسفرت عن استشهاد فلسطيني وإصابة العشرات وإحراق وتدمير عشرات المنازل والسيارات، وتكررت هذه الهجمات لاحقاً.
كما شهدت البلدة عمليات مقاومة عديدة لإطلاق نار أدت إلى مقتل وإصابة عدد من الجنود والمستوطنين.
واقتحم جيش الاحتلال في الـ6 من تشرين الأول البلدة عقب مواجهات بين مستوطنين ومواطنين من البلدة، ما أسفر عن استشهاد الشاب لبيب محمد لبيب ضميدي البالغ 19 عاماً برصاصة أطلقها مستوطن وأصابته في قلبه، وجاء ذلك بعد ساعات من استشهاد شاب آخر في البلدة برصاص جيش الاحتلال، بحجة إطلاقه النار على سيارة مستوطنين عالقة في ازدحام مروري وسط حوارة.
استهداف جنين ومخيمها
ظلت مدينة جنين ومخيمها بؤرة ساخنة طوال العام 2023 بسبب تكرار الاقتحامات والاعتداءات، حيث تم رصد أكثر من 1500 اقتحام للمدينة ومخيمها وقراها، أسفرت عن أكثر من 150 شهيداً.
وبرزت هذا العام الاستهدافات بالطائرات المسيرة وقصف المنازل في هذه المنطقة، وكانت أبرز تلك الاغتيالات ما حدث في الـ3 من تموز خلال “معركة بأس جنين”، حين اقتحمت قوات الاحتلال المدينة ومخيمها، فاستشهد 13 فلسطينياً.
تصعيد الهجوم على نابلس وطولكرم
شهدت مدينتا نابلس وطولكرم تصعيداً ميدانياً خلال العام 2023 بسبب تكرار الاقتحامات لملاحقة مقاومين اتخذوا من البلدة القديمة معقلاً لهم، وملاحقة عناصر “كتيبة طولكرم” المتمركزة في مخيم نور شمس.
وأدت الاقتحامات إلى استشهاد نحو 92 فلسطينياً في نابلس، بحسب مركز الإحصاءات الفلسطيني الحكومي. كما سجلت طولكرم 70 شهيداً بينهم عدد كبير تم استهدافه بطائرات مسيرة.
فيما أدت الهجمات اليومية من جيش الاحتلال والمستوطنين على مناطق رام الله والبيرة وطوباس وبيت لحم وأريحا والأغوار والخليل وقلقيلية والقدس وضواحيها وسلفيت إلى استشهاد 194 فلسطينياً.
6 شهداء أسرى بعد 7 أكتوبر
ارتقى في سجون الاحتلال بعد الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر المنصرم، 6 أسرى تحت التعذيب والضرب المبرح، وهم: عمر دراغمة من طوباس، وعرفات حمدان من رام الله، وماجد زقول من غزة، وشهيد رابع لم تعرف هويته من غزة، وعبد الرحمن مرعي من سلفيت، وثائر أبو عصب من قلقيلية.
وكشفت وسائل إعلام عبرية عن معطيات تشير إلى استشهاد معتقلين آخرين من غزة في معسكر “سديه تيمان” المقام في بئر السبع، ويرفض جيش الاحتلال الكشف عن أي معطى بشأن مصير معتقلي غزة، كما يشار إلى أن المعطيات المتعلقة بحالات الاعتقال، تشمل من أبقى الاحتلال على اعتقالهم، ومن تم الإفراج عنهم لاحقا.
وبحسب مؤسسات الأسرى فقد بلغ إجمالي عدد الأسرى في سجون الاحتلال حتى نهاية شهر تشرين الثاني، أكثر من 7800 أسير، من بينهم أكثر من 2870 معتقلاً إدارياً، و260 صنفوا “كمقاتلين غير شرعيين”، من معتقلي غزة، وهذا الرقم المتوفر فقط كمعطى واضح من إدارة سجون الاحتلال.
ومنذ السابع من تشرين الأول 2023 بلغت حصيلة حملات الاعتقال أكثر من 4655 أعلاها في محافظة الخليل والتي وصلت إلى أكثر من 1000. فيما بلغت حصيلة حالات الاعتقال بين صفوف النساء نحو 160، وتشمل هذه الإحصائية النساء اللواتي اعتقلن من أراضي العام 1948، وبلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الأطفال أكثر من 260.
بينما بلغ عدد حالات الاعتقال بين صفوف الصحفيين بعد 7 من تشرين الأول 46 صحفياً، تبقى منهم رهن الاعتقال 32، وجرى تحويل 20 منهم إلى الاعتقال الإداري، وبلغت أوامر الاعتقال الإداري بعد السابع من تشرين الأول أكثر من 2345 أمراً ما بين أوامر جديدة وأوامر تجديد.
أرقام قياسية للاستيطان
بحسب معطيات حركة “السلام الآن” الرافضة للاستيطان، فإنه منذ مطلع العام 2023 دفعت حكومة الاحتلال مخططات لإقامة 12885 وحدة استيطانية في الضفة، فضلاً عن مناقصات لبناء 1289 وحدة استيطانية، ما يرفع إجمالي عدد الوحدات إلى 14044 وحدة.
من جهتها، قالت منظمة “عير عميم” اليسارية المختصة بشؤون القدس، إن سلطات الاحتلال تبحث مخططات لإقامة 7082 وحدة استيطانية في القدس الشرقية. ويأتي ذلك رغم التزام حكومة الاحتلال في الـ26 من شباط الماضي، بتجميد الاستيطان خلال اجتماع فلسطيني/ “إسرائيلي”، عقد في مدينة العقبة، بحضور ممثلين عن الولايات المتحدة الأمريكية والأردن ومصر، لكن تل أبيب لم تلتزم بتعهداتها.
هدم منازل ومنشآت
وبحسب الإحصائية فقد هدم الاحتلال خلال العام 2023 في مناطق الضفة والقدس والقطاع 53526 منشأة. ما أسفر عن تشريد ما يزيد على 1.903.000 شخص، من ضمنهم قرابة 779.300 طفل و356.000 من النساء.
عام صعب على الاقصى
شهد العام 2023 تصاعد التوترات في المسجد الأقصى المبارك، وارتفاع حدة الاعتداءات على المسجد، حيث قامت قوات الاحتلال بحصاره وتشديد إجراءات الدخول، خاصة في الربع الأخير من العام. واقتحم الوزير المتطرف إيتمار بن غفير المسجد، معلناً عن نيته استفزاز المشاعر الدينية.
وسجلت الانتهاكات اقتحام أكثر من 51 ألف متطرف في ساحات المسجد خلال العام. كما ارتفعت حدة الاعتداءات خلال معركة “طوفان الأقصى” وقامت جماعات “الهيكل” المتطرفة بتصعيد جرائمها مهددة بذبح قربان الفصح داخل المسجد.
وبعد السابع من أكتوبر، زادت نبرة التطرف في التصريحات، مع دعوات لاقتحام المسجد وإغلاق أبوابه أمام المسلمين. وسُجلت حملات ترويج لصورة الهيكل على ملابس جنود الاحتلال، محاولين ربط قضية المسجد بالعمليات العسكرية في غزة.
ومع ارتفاع حدة الانتهاكات، استمرت سلطات الاحتلال بإقفال أبواب المسجد وتضييق الخناق، مما أثر على حرية المصلين وموظفي الأوقاف. حيث وصل عدد المبعدين عن المسجد خلال عام 2023 إلى 577 شخصا، وسط استمرار سياسة الإبعاد والتضييق على الفلسطينيين.”””
معركة طوفان الأقصى
يأتي العدوان على غزة 2023 في سياق مغاير للحروب التي اعتادت دولة الاحتلال شنها على القطاع، حيث فرضت المقاومة الفلسطينية ساعة الصفر هذه المرة من خلال معركة طوفان الأقصى، التي انطلقت فجر السبت الـ7 من تشرين الأول/ أكتوبر، وشنت المقاومة عملية شملت مهاجمة عدة مستوطنات في منطقة “غلاف غزة”.
وجاء الهجوم المباغت، وشمل إطلاق آلاف القذائف الصاروخية باتجاه المستوطنات وتل أبيب، فضلاً عن عمليات اقتحام الحدود، ودعا قائد كتائب القسام محمد الضيف الأمة العربية والإسلامية إلى إمداد طوفان الأقصى وتجاوز الحدود والأنظمة.
وأدت العملية إلى مقتل قرابة 1200 جندي ومستوطن وإصابة نحو 5431 وأسر قرابة 239، وتمت مبادلة العشرات منهم بالمئات من الأسرى الفلسطينيين، في حين أدى العدوان المتواصل على غزة إلى استشهاد أكثر من 21 ألف فلسطيني بحسب بيانات جهاز الإحصاء الفلسطيني، 70% منهم نساء وأطفال، وإصابة أكثر من 56 ألفاً معظمهم أطفال ونساء أيضاً.
وارتكب الاحتلال في عدوانه هجمات وحشية وارتكب أبشع المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، كان أبرزها مجزرة مستشفى المعمداني في 17 من تشرين الأول الماضي ما تسبب بسقوط مئات الشهداء من النازحين الذي كانوا يحتمون داخل المستشفى جلهم من الأطفال والنساء، وتلقت دولة الاحتلال دعماً وغطاء غير مسبوق في عدوانها على غزة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وفي المقابل، عم الغضب العواصم العربية والإسلامية وكافة أنحاء العالم، وانطلقت عشرات التظاهرات احتجاجاً على العدوان على غزة ومجزرة مستشفى المعمداني، والمجازر المروعة التي لا زالت مستمرة ونحن نطوي آخر صفحات العام 2023.
المصدر: أجيال