ما الذي ميّز حارة الحبلة عن حارات البلدة القديمة الأخرى؟
سبب التسمية
لها ما يميزها
وتميزت حارة الحبلة عن حارات البلدة الخمسة الأخرى، بتعاقب دور المختار فيها، وبمرور خط سكة حديد الحجاز من قربها، إضافة لاعتبارها خط الدفاع الشرقي عن المدينة.
فخلال الانتفاضة الأولى، اكتسبت الحبلة اسم حارة “السواقيف”، حيث لعبت دورًا بارزًا، وقدمت الكثير من أبنائها فداءً للوطن.
ومن حارة الحبلة، تفرعت عدة حارات مثل حارة مسلم وحارة الفقوس التي عرفت بهذا الاسم لقربها من بساتين زراعة الفقوس.
وعرفت الحبلة أيضًا، من خلال معالمها الأثرية، مثل مقام الشيخ مسلم وجامع الأنبياء وقصر آغا النمر.
قصر آغا النمر..
ويُعدُّ قصر النّمر أحدَ أعرقِ القُصور التي بُنيت في بلاد الشّام وفي مدينة نابلس بالتحديد، أبّان حُكم الدّولة العثمانية، فالمبنى في أصله عثماني، استخدمت فيه مقاعد مبنية من أحجار رومانية، حملت اسم الـ”كسّالات” وكانت تخصص لحراس القصر، وبه نقوش مملوكية.
في مدخل القصر ورواقه الرئيسي، مقاعد لاستقبال الزوار ممكن كانوا يقصدون الحاكم -قديمًا-، وبه ساحة حملت اسم الـ”سلملك” أي “السلام عليكم”، ثم غرفة الحاكم في جلسةٍ أرضية بحجار صوانية عريقة.
وبه جزء علوي ثانٍ، به عليّة، وهي الغرفة الرئيسية أي غرفة الحاكم وزوجته، وبه غرف للخدم والأمات، كما ويوجد في الجدران نوافذ فخارية، تمكن من هم في داخل الغرفة من رؤية من هم في الخارج، وتساعد في تهوية الغرف وتبريدها.
بوابات واسعة وأقواس شامخة
ويحوي القصر أيضًا ليوان وديوان، أما الأول فخصص لاجتماعات العائلة الممتدة والأقارب، والثاني خصص للقاءات العامة وكمنامة للضيوف.
وتمتد أجزاء من القصر نحو الأسفل، على صورة مخازن كانت تعمل في أوقات كثيرة كأماكن لسجن الأسرى، وهي أجزاء مخفية تكاد لا تراها حتى تتعمق في المكان.
وللقصر بوابات واسعة، وأقواس تزيد المكان جلالةً وبهاءً، وبه قسم خصص للخيول والمواشي التي يمتطيها الحاكم وعامة الناس لقضاء حوائجهم، علمًا بأن خيول الحاكم تمنع من الاختلاط بما هم دونها، لئلا تختلط دماء هذه الخيول العربية والنقية الصافية بغيرها.
وفي طريقك خارجًا من القصر، تلحظ نوعين من الأقواس، أحدها أقواس مرتفعة وشامخة، يدخل منها من عز مقامهم وكبر شأنهم عند الحاكم، أما الأخرى وهي منخفضة، فيدخل منها العامة أو من يبغضهم الحاكم، كنوع من التفرقة وضبط القوم، وحفظ كبرياء الحاكم.
وعرف عن هذه القصور وحكامها، تأثرهم بمن حولهم من نساء كالأم أو الزوجة أو الأخت الكبيرة، فهؤلاء كن يشاركن في الحكم ويضفين لمستهن في كافة القرارات الصادرة عن الحاكم.
يذكر أن الحبلة واحدة من حارات ست، هن العقبة والياسمينة والحبلة والقريون وقيسارية والغرب، اللواتي يشكلن مجتمعات تاريخ البلدة القديمة في نابلس، ويتميزن بمعمار ومعالم خاصة، تبرز فيها طرز إسلامية ومملوكية أصيلة.
ومهما دوّن أو عرف عن البلدة، فإن الكثير يظل مخبوءًا في طيات التاريخ والحجارة، والبلدة في أصلها ساحرة وعميقة ممتدة، يؤمل من المؤرخين والمهتمين بالآثار الالتفات نحوها والتدوين بشأنها، لكي يُحفظ ما عرف من التاريخ قبل أن يزوّر.
تحرير: سمية النجار