أثارت حادثة اعتداء شرطة أمن الجامعات التابعة لجهاز الشرطة في قطاع غزة، على عدد من طلبة جامعة الأزهر جدلًا واسعًا على منصات التواصل الإجتماعي، عقب قرار الجامعة بمنع جميع الكتل الطلابية تنفيذ نشاطات لاستقبال الطلبة الجديد.
وحسب متابعات الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان، فإنه في صباح يوم الثلاثاء الماضي، اعتدى 3 عناصر من شرطة أمن الجامعات المتواجد على البوابة الشمالية لجامعة الأزهر، بالضرب على اثنين من الطلبة خلال تواجدهم داخل الحرم بعد احتجازهم في غرفة، وتم الإفراج عنهما بعد نصف ساعة.
تابعت الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان “ديوان المظالم” اعتداء شرطة أمن الجامعات التابعة لجهاز الشرطة في قطاع غزة، على عدد من طلبة جامعة الأزهر، وترى أنه انتهاك يطال الحريات الأكاديمية، ويمنعهم من ممارسة حقوقهم وإدارة شؤونهم الجامعية.
وأدانت الهيئة المستقلة هذا الاعتداء، فيما أكدت أنه لا يجوز للشرطة دخول الجامعات، إلّا بناءً على طلب من إداراتها في حالات الضرورة التي تستدعي وقف جريمة، أو إجراء التحقيقات بشأنها.
كما أكدت على عدم جواز استجابة الشرطة لأيّة مطالبات من إدارة الجامعات تمس بالحريات الأكاديمية، أو تحرم الطلبة من أنشطتها وذلك ارتباطًا بأن القرارات بهذا الشأن غير مشروعة.
وطالبت الهيئة بحلّ شرطة الجامعات، ومحاسبة المسؤولين عن الاعتداء على الطلبة في جامعة الأزهر، وتدعو الجامعة إلى تمكين الطلاب من حرياتهم الأكاديمية وإلغاء الحظر على الأنشطة الطلابية وتمكينهم من إجراء انتخابات مجالس الطلبة وإدارة شؤونهم الجامعية.
ما حدث تنفيذً للقرارات
من جهتها أوضحت الشرطة في غزة في بيان توضيحي أصدرته أمس الأربعاء حول ما جرى في حرم جامعة الأزهر، أن شرطة أمن الجامعة تلقّت بتاريخ 27 يوليو 2021، كتاباً خطيّاً من عمادة شؤون الطلبة بالجامعة يفيد بقرارها منع جميع الأطر والكتل الطلابية بتنفيذ نشاطات لاستقبال الطلبة الجدد، واقتصار الأمر على لجنة استقبال الطلبة التابعة لإدارة الجامعة، وبناء عليه تدخلت الشرطة لوقف نشاط طلابي لأحد الأطر الطلابية.
وأشارت في بيانها إلى أن شرطة جامعة الأزهر أبلغت أمن الجامعة باعتزام أحد الأطر الطلابية تنظيم نشاط استقبال للطلبة الجدد، في مخالفة لقرار إدارة الجامعة، والعمل على تنفيذ قرارها بوقفها.
وأفادت بأن شرطة الجامعة فوجئ باستمرار إقامة النشاط صباح اليوم الثلاثاء، وقد جرى التواصل مرة أخرى مع مسؤول أمن الجامعة لاحتواء الموقف دون جدوى، وبناء على ذلك تدخل مكتب شرطة الجامعة، طالبًا من الإطار الطلابي وقف النشاط التزاماً بقرار الجامعة، لكنهم رفضوا وقام بعض الطلبة وعناصر أمن الجامعة بالتهجم على ضباط الشرطة، وأثاروا حالة من الفوضى والشغب داخل حرم الجامعة.
وعلى إثر الحادثة، اشتبك عدد من طلبة الشبيبة الفتحاوية، والكتلة الإسلامية صباح أمس بالأيدي والعصي، وتدخلت الشرطة وفضت الاشتباك، ونتج عن ذلك إصابة قرابة 15 طالبًا..
وأكدت الشرطة في بيانها، أن ما أُثير من ادعاءات مُلفقة حول منع الطلاب من ارتداء الكوفية الفلسطينية هو “أمرٌ مُثير للسخرية”، وينطوي على استخفاف بعقول المواطنين، وإن الهدف من وراء هذا التشويه هو حرف مسار الحدث لتحقيق أهداف سياسية عبر ادعاء الإساءة إلى الكوفية التي تُعد رمزاً وطنياً فلسطينياً لا يختلف عليه أحد.
كوفيتي هويتي
وأطلق نشطاء وسم “كوفيتي هويتي” عبر مواقع التواصل الاجتماعي تستنكر منع شرطة الجامعة ارتداء طلابها الكوفية الفلسطينيية، بحسب زعمهم.
وقال الناشط فايز عدوان في منشور له: “الكوفية أحد الرموز الفلسطينية، وارتدائُها لا يمثّل حزبًا بعينه، بل يمثّل انتماءَ الفرد لوطنه”.
وردّ طلاب الكتلة الإسلامية في الجامعة على “الإدعاءات” بتنظيم وقفة في ساحات الجامعة مرتدين الكوفية، في إشارة إلى دحض الإدعاءات بمنع أجهزة الشرطة ارتداء الكوفية.
طلاب الكتلة صباح اليوم من وسط جامعة الأزهر في غزة#كوفيتي_هويتي pic.twitter.com/iCSPrIA2Ik
— Ammar| من غزة (@AmmarQudeh) September 22, 2021
وقال الناطق باسم وزارة الداخلية إياد البزم في مقطع فيديو مصوّر ارتدى فيه الكوفية إن “منع الشرطة ارتدء الكوفية هو مجافٍ للحقيقة، كما أنها تعبر عن رمز فلسطيني مناضل للاحتلال منذ عشرات السنين، لا يمكن منعه”.
#الكوفية الفلسطينية رمز لشعبنا ونضاله لا يختلف عليه أحد#كوفيتي_هويتي #كوفيتنا_هويتنا pic.twitter.com/gTt3a79MT8
— إياد البزم (@bozum) September 22, 2021