الأخبار

بيت الشجرة.. خيال في حضرة الواقع

إذا ما اجترّك الخيال يومًا، لا بد وجرّبت العيش في مكان غير مألوف، استوحيته من طفولتك وشقاوة روحك، بين الأشجار والغابات أو في صفاء سماء زرقاء.

وليس أجمل من أن تترجم الخيالات واقعًا، وتزور هذه الأماكن التي طالما شغلتك، في حيّزٍ صُنع من حجار تمازجت بالألوان حتى ظننته حقيقيًا، وإنني بهذا الوصف الشيّق أقصد بيت الشجرة من قلب البلدة القديمة في نابلس.

وعلى مشارف الأطراف الغربية للبلدة القديمة، يستوقفك باب دائري تتدلى منه غصون تحمل أوراق شجر، وإذا كنت من هواة الطبيعة ستدخل دون تردد، ينتظرك في الداخل تجاويف محال قديم حوّل لتصميم شجرة، تشرب في ظلالها كأس شاي أو كوب قهوة، معدٍ بالحب والألفة.

أحمد عكوب، صاحب بيت الشجرة يقول لـ”فضائية النجاح” إنه صنع قصة من شيء غير مألوف، رأى ذلك في عيون الناس وإعجابهم، وترددهم الدائم للمكان.

إنعاش الحركة الاقتصادية وإحياء الحي من أولى أولويات عكوب، فبحسب وصفه، يعاني الحي الذي أسس فيه بيت الشجرة من شحّ الزوار والضعف الاقتصادي، بسبب وقوعه في منطقة نائية لا يقصدها الزبائن بكثرة، ويرى أن من شأن شجرته جلبهم للمنطقة وبث الروح فيها.

زبائن الشجرة تلحظ فيهم الهدوء، فهم يقصدون البيت طمعًا بسكون الطبيعة وخلوتها، الأشجار والأغصان بلمسة الخيال أدهشت روّاد المكان، وأعادتهم إليه مرارًا.

وفي الوقت الذي تفتقر فيه البلدة القديمة لمزار سياحي أو متحف، يقترح عكوب أن يضيف لمسة تاريخية وسياحية بين أغصان شجرته، معتقدًا أن لهذه الخطوة أثر كبير في تطوير البلدة القديمة واستقدام السياح من داخل المدينة وخارجها.

بيت الشجرة الذي نما وازدهر في العام 2020، مع تراجع الاقتصاد في وقت تفاقم الجائحة، تتصاعد منه حكايات الخيال ممزوجة بالواقع، تدخله لتتيقن أن كل الخيال ممكن، وأن من الخطيئة ألا تتفوق سلطة الخيال على الواقع مهما صعب.

كتبت:سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض