أثار الاهتمام الواسع بحادثة تحطيم مجسمات الأسود المتواجدة على دوار المنارة أو بما يعرف “دوار الأسود”، استخفافًا لدى رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا أن فصائل وشخصيات سياسية فلسطينية اعتبرت أن الحدث مؤشر “خطير على انتشار الفكر الرجعي”، في المجتمع، حسب وصفها.
واستنكر الرواد تفاعل الحكومة السريع على حادثة تحطيم الأسود، مطالبين إياها بالالتفاف إلى قضايا أخرى تهمّ المواطنين.
وأغلقت بلدية رام الله مساء أمس محيط دوار المنارة “دوار الأسود” من أجل المباشرة بأعمال الصيانة، كانت مقررة سابقًا للميدان ومحيطه، بالتعاون مع طواقم وزارة السياحة والآثار لإعادة الوضع على ما كان عليه.
مضطرب نفسيًا
من جهتها، أصدرت الشرطة وعلى لسان المتحدث باسمها العقيد لؤي ارزيقات بياناً توضيحياً حول حادثة تحطيم مجسّمات الأسود في دوار المنارة.
وأكدّ ارزيقات بأن الشرطة تمكنت من القبض على الشخص خلال نصف دقيقه من بداية تحطيمه المجسمات، ومنعته من الاستمرار في جريمته.
وبعد إجراءات البحث والتحقيق، تبيّن أن الشخص متعاطٍ للمخدرات وفقاً لإفادات شقيقه منذ عدة سنوات وصادر بحقه أمر حبس لعدم دفع الدين.
وأضاف ارزيقات بأنه تم الإستعانة برئيس وحدة الطب النفسي في وزارة الصحة، لإجراء الكشف الطبي على الشخص، و التي بدورها أفادت بأنه يعاني من “إضطرابات نفسية”، وبحاجة إلى العلاج، وقام بفعلته تحت تأثير ضطراب نفسي.
وأكدّ ارزيقات أن الاجهزة الامنية قبضت على الشخص الذي قام بتحريض المعتدي، وتم توقيفهما لحين إحالتهما للنيابة العامة لإتخاذ المقتضى القانوني بحقهما.
وناشد العقيد ارزيقات كافة المواطنين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام ضرورة تحري الدقة في نقل الأخبار وعدم التعاطي مع الإشاعات وأخذ الأخبار من مصادرها الرسمية.
وأوضح مجدلاني الذي يشغل أيضاً منصب وزير الشؤون الاجتماعية، أن الحادث “يتطلب وقفة مراجعة وتدقيق باستراتيجيات التعليم، والثقافة، والإعلام لإعادة الاعتبار لروح الانتماء للوطن والمواطنة”.
وفي سياق متصل، قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، في منشور على صفحتها في “الفيسبوك”، إن الحدث “مؤشر مذهل إلى أين تذهب البلد، إذا ما تم الوقوف أمام ذلك”.
وأضافت: “هذا التمثال ليس للعبادة، هذا التمثال للزينة وللتعبير عن عائلات رام الله الأصلية، والتي ستبقى أسودا بعراقتها الشجاعة وقوة إيمانها في بلدها بأنها بلد الأحرار، ومنارة المستنيرين بروح الوطن والإنسانية”.
وتابعت: “هذه رام الله وما علمتنا إياه، رام الله عبر التاريخ لبناء مستقبل زاهر وجامع لكل الأحرار والمواطنين”.
كتبت: هالة حسون