انتهى موسم الزيتون، وتوّج الفلسطينيون حصادهم بما نالوا من الزيت، وفرحًا التفّت العائلة على طبق مسخن أصيل، عماده زيت الزيتون البكر، تعده سيدة البيت بنفسها الطيب.
وفوق خبز الطابون الطازج، تمتزج نكهات لا مثيل لها، لتعبر عن طبق لا مثيل له، فالبصل بلدي له نكهة حادة، والدجاج معدٌ بنار شوق فلسطينية، أما السماق فبلدي حامض تعرفه من حمرة لونه، والزينة لا بد لوز أو صنوبر محمص ليكتمل بهاء الطبق.
ويحتاج دمج هذه المكونات إلى مهارة في التحضير، دون تجاوز أيٍّ من اللمسات الفنية لتجهيز هذه الأكلة اللذيذة، حيث ترتب أرغفة الخبز على شكل طبقات، وتضاف حشوة البصل في ما بينها، مع كمية من السماق واللوز أو الصنوبر.
أما بالنسبة للزيت، فهناك من يفضل أن تكون الأرغفة غارقة به إلى درجة البلل، وهناك من يكتفي بوضع طبقة بسيطة منه على الخبز، وفي الطبقة الأخيرة يوضع الدجاج ثم يزين بالصنوبر واللوز، والخطوة الأخيرة هي إدخال الصينية الممتلئة بالمسخن إلى الفرن لتكتسب لونًا ومذاقًا أعمق.
ويذاع قولٌ دقيق في وصفه للمسخن يقول: “بصلة واحدة لا تكفي فمشوارك في تقطيعه طويل، ورغيف واحد لن يشبع فواحد منه في هذا الطبق قليل، رشة من السماق ومعه بعض الدجاج تجعل من المسخن الطبق الجميل”.
وتُجمع الحكايات التاريخية إلى أن أصل المسخن فلسطيني، أما سبب التسمية، فيعود إلى أن الأرغفة عادة ما تكون بائتة فتسخن ويضاف إليها زيت الزيتون لتصبح طرية.
وجاءت مكونات المسخن، من البيئة الفلاحة الفلسطينية، وبخاصة من مدينتي جنين وطولكرم، اللتان يعتقد أن بداية هذا الطبق كانت منهما، معبرةً عن أكلة تراثية يحن لها كل مغترب.
وحديثًا، شاع طبق المسخن لدرجة لم يعد يقتصر على المناطق الريفية، فكل بيت فلسطيني يتوق لهذه الأكلة التي تربطه بأرضه.
ويواجه المسخن محاولات سرقة باعتباره جزءًا من الثقافة الفلسطينية التراثية، خاصةً وأن إسرائيل تهدد كل ما هو فلسطيني، أرض وشجر ومقدسات، وصولاً إلى المطبخ الفلسطيني والأكلات الشعبية، في محاولة لضمه كجزء من الأكلات الإسرائيلية.
كتبت: سمية النجار