للأسبوع الثاني على التوالي، تعلن نقاباتٌ عاملةٌ في المجال الصحي بالضفة الغربية عن خطوات نقابية تصعيدية، احتجاجًا على استمرار الحكومة الفلسطينية بصرف رواتب مجتزأة، وهو ما تواصل الحكومة تبريره بالأزمة المالية الناتجة عن إجراءات الاحتلال.
ومن بين النقابات التي اتخذت خطوات نقابية تصعيدية، اتحاد نقابات المهن الصحية المساندة، التي أعلنت في بيان صحفي صدر، تقليص الدوام في الرعاية الصحية إلى 3 أيام في الأسبوع، “احتجاجًا على اللامبلاة التي تنتهجها الحكومة تجاه العاملين في القطاع الصحي، وعدم تقديم أي حلول واقعية أو دعم لصمود الموظفين في وجه الحصار الإسرائيلي”.
وقال رئيس اتحاد نقابات المهن الصحية اسامة النجار، إن الاتحاد اتخذ قرارًا بتقليص أيام العمل إلى ثلاثة أيام دوام في الأسبوع، وذلك كان مرهونًا بشرطين، الأول، ضمان عدم توقف الخدمة عن المواطنين، والثاني أن التقليص ليس استحقاقًا أو حق مكتسب للموظف، بحيث أنه متى نحتاج إليه يمكن استدعاءه إلى الدوام.
وأوضح أسامة النجار أنهم قرروا هذا التقليص بسبب عدم انتظام صرف الرواتب والنسب التي تصرف للموظفين، حيث لم يعد الموظف يستطيع الوصول لمكان عمله أو قضاء حاجاته العادية، في حين أن الحكومة لم تجد أي حلول لدعم صمود الموظف، خاصة أنها تستطيع اتخاذ خطوات من شأنها أن تساعد الموظف في شؤون حياته.
وأشار النجار إلى أن الموظفين ملتزمون برسوم أقساط لأبنائهم الطلبة في الجامعات، ورسوم لشركات الكهرباء والمياه والهاتف والإنترنت وضرائب، وهم يتحملون العبء الأكبر من الأزمة المالية، بدون أي دعم من الحكومة.
وأضاف أبو الرب أن توقف الحكومة عن دفع هذه الرواتب كما يريد الإسرائيليين سوف يؤدي إلى انفراج في الأزمة المالية، “ولكن هذا الأمر لا نقبل به في الحكومة ولا أي مستوى سياسي”، مشيرًا إلى أن الحكومة تمكنت في الفترة الماضية من الالتزام بدافع رواتب بنسبة 70 في المئة من قيمة الراتب.
وردَّ أسامة النجار مؤكدًا أنه بالرغم من الأزمة المالية، إلا أن الحكومة قادرة على اتخاذ خطوات مع الجامعات وشركات التوزيع وعدة جهات محلية بأن تكفل الموظفين بكفالة المستحقات المالية لهم على الحكومة، بحيث يتم التعاون بأن لا تنقطع الخدمات عن أي موظف.
واشتكى مرضى من حرمانهم من الخدمات الصحية، وتأجيل إجراء عمليات جراحية مبرمجة لهم في مشافي وزارة الصحة، بسبب الخطوات التصعيدية من النقابات.
وأشار النجار إلى أن “هناك تفكيرًا جديًّا لعمل اجتماع موسع للنقابات العاملة في المجال الصحي لبحث برنامج احتجاجي موحد وضمان إجراءات موحدة بين الجميع وتقديم الخدمة للمواطنين بالحد الذي نستطيع عليه”.
المصدر: الترا فلسطين
