ما زالت تحقيقات عملية “الهروب العظيم” تكشف تفاصيل مثيرة حول نجاح ستة أسرى انتزاع حريتهم من سجن “جلبوع” في في السادس من سبتمبر/أيلول الماضي قبل أن يتم اعتقالهم بعد أسبوعين من الهروب.
وكشفت صحيفة “هآرتس” العبرية، أن أحد الأسرى علق داخل النفق أثناء تفتيش الزنزانة التي يتواجد بها الأسرى ليلاً، إلا أن السجانين لم يلاحظوا غيابه.
ويروي أحد الأسرى الذين شاركوا في عملية الحفر، بحسب “هآرتس” قائلًا: جاء السجانون لتفتيش الزنزانة، وفجأة أغلق أحد الرفاق الرخام عليّ لأن التفتيش قد بدأ، حينها صرخت وقلت لا أستطيع التنفس”.
ويضيف: ” حينها سأل السجانون، هل يوجد خمسة أسرى هنا، أجاب الأسرى: نعم، وحينها كنا قد أدركنا أن أمر النفق قد انتهى لأنهم سيسألون عن الشخص السادس، لكن إدارة السجون لم تنتبه، ولم يعرف أي من السجانين من كان من المفترض أن يكون في الزنزانة”.
وبحسب الصحيفة، فإن الأسير محمود العارضة كان واقفًا فوق فتحة النفق، بينما كان السجانون يفتشون الزنزانة، إلا أن السجّان التي تحمل قائمة بأسماء الأسرى الموجودين في الزنزانة، لم تتحقق من الأسماء، وانتهى البحث بلا شيء.
إخفافات السجّانين
وأشارت “هآرتس” إلى إخفاق آخر لسجاني الاحتلال، تمثل في موافقة ضابط مخابرات السجن في نقل الأسير محمد عارضة من سجن هداريم إلى سجن جلبوع.
وذكرت “هآرتس” بأن عمليات البحث الضئيلة في الزنازين كشفت عن فشل وحدة “درور” التي تعد وحدة النخبة في مداهمات الزنازين، خاصة بعد إفادة أحد الأسرى الهاربين بأن “في تموز، دخل أربعة أفراد من وحدة “درور” غرفتنا ورأوا البلاطة، اعتقد الجميع أننا كُشفنا بسبب وجود صدع في البلاطة، والسجانون نظروا إلى البلاطة وأشاروا إلى ضابط القسم الذي رد عليهم: ”إنه أمر طبيعي، إنه طبيعي”.
تشير المعلومات أيضًا وفقا للصحيفة العبرية، إلى سهولة استخدام الهواتف في السجن، وحرية تنقل الأسرى بين الأقسام والزنازين، والاستهتار في تنفيذ عمليات التفتيش التي نادراً ما يتم إجراؤها.
وقالت “هآرتس” إن عمليات البحث الضئيلة في الزنازين كشفت عن فشل وحدة “درور” التي تعد وحدة النخبة للخدمة في مداهمات الزنازين، إذ قال أحد الأسرى: “في تموز، دخل أربعة أفراد من وحدة “درور” غرفتنا ورأوا البلاطة، اعتقد الجميع أننا كُشفنا بسبب وجود صدع في البلاطة، والسجانون نظروا إلى البلاطة وأشاروا إلى ضابط القسم الذي رد عليهم: ”إنه أمر طبيعي، إنه طبيعي”.
وتوضح أن الأسير زكريا الزبيدي دخل سجن جلبوع في عام 2019، لكنه تمكّن منذ ذلك الحين من التنقل بين الزنازين والأقسام المختلفة 20 مرة، كانت آخرها يوم الهروب في الساعة 16:10 حين انتقل إلى الزنزانة رقم 5 وهرب منها مع الأسرى الآخرين.
وتشير المعلومات إلى أن الأسير إياد جرادات كان في الزنزانة رقم 5 قبل أسابيع قليلة من الهروب، وكان قد قرر الهرب مع الأسرى، إلا أن وزنه الزائد منعه من فعل ذلك.