روت المحامية جنان عبده جزءًا من الظروف التي يعيشها الأسير محمود العارضة في زنازين “سجن الرملة” بعد تمكنه من الهروب مع رفاقه الخمسة، في أيلول الماضي.
وقالت المحامية عبده، إن إدارة السجن تحتجز الأسير العارضة في زنزانة عزل انفرادية، وتمنع إدخال أي شيء يحتاجه، مثل قصاصات الورق، أو قلم رصاص، أو كتب، أو راديو.
وأوضحت عبده إن إدارة مصلحة السجون تحرمه من الزيارات، وإدخال الملابس، ولديه فرشة وغطاء رديئين لم يتم تنظيفهما منذ زمن طويل.
وبحسب إفادتها، “فإن الأسير العارضة لا يرى النور ويتحدث مع خياله وفي الوجدان، وأحيانا يتحدث مع أحد الأسرى الأمنيين الذين يمتلكون جهاز راديو صغير في الزنازين المجاورة عبر الصراخ من داخل زنزانته لمعرفة الأخبار، ولا توجد وسيلة لتمضية الوقت سوى العبادة والصلاة”.
ولكون السجن مخصصا لعزل السجناء الجنائيين بالأساس، أشارت عبده إلى أن زنازين السجن ذات رائحة نتنة ، بالإضافة إلى أنه ممتليء بدخان السجائر والماريغوانا، والضوضاء المفتعلة سواء من السجانين أو السجناء الجنائيين.
وفيما يتعلق بـ “الفورة”، فإن الأسير العارضة محروم منها، ولا يتم إخراجه حتى إلى زنزانة أكبر ذات جدران أسمنتية وسقف مغطى بالشبك، لأن إدارة مصلحة السجون تعاقبه بشكل إضافي وهو في عزل كامل لمدة 24 ساعة متواصلة في اليوم.
وبشأن الفورة المخصصة للأسرى في العزل، بيّنت المحامية عبده، أنها زنزانة أكبر ببضعة أمتار عن الزنزانة التي يحتجزون فيها، وهي فورة انفرادية لا يخرج لها أكثر من أسير واحد، حيث يتم تفتيشه بشكل مستمر ودقيق على الرغم من منعه من لقاء آخرين.
وأوضحت أنه يتم تفتيش الزنازين بشكل مستمر، وفي الغالب يتم تفتيشها ما بين الساعة الثانية بعد منتصف الليل والرابعة صباحا، ويجب على الأسير أن يبقى في وضعية الوقوف وهو مكبل اليدين والقدمين طوال فترة التفتيش.
كما ويمنع الأسير العارضة من الكنتينا، ويحرم من اقتناء أي شيء كالطعام والماء والملابس الداخلية وغيرها.
وأكدت أن الأسيرين العارضة ومناضل انفيعات يقبعان في زنازين متجاورة لكنهما لا يلتقيان على الإطلاق.
ونقلا عن الأسيرين انفيعات والعارضة، فإن معنوياتهما عالية جدا، رغم العقاب المفروض بحقهما، وكانا قد شرعا بإضراب مفتوح مع أسرى الجهاد الإسلامي قبل أن يتم إنهاؤه بعد موافقة مصلحة السجون الإسرائيلية على مطالبهم قبل يومين.
وتقول المحامية نقلا عن لسان العارضة: “قمت بما قمت به من أجل الحرية، ولم تتعبنا إعادة الاعتقال، وأخذنا من الوطن والشعب شحنة حرية وكرامة أكبر من أي قهر”.