الملبن.. مخزون الشتاء وزاد الغربة.. تعرف على طريقة إعداده
كروم عنب تمتد في مساحة تفوق الـ30 ألف دونم، في فضاءات الخليل وأراضيها، منتجة محصولاً ضخمًا سنويًا، ومعبرةً عن تاريخ حافل بحلاوة العنب ومذاقاته الرائعة.
حسرم وورق عنب، وقطوف عنب أبيض وأسود خاصةً مع حلول الصيف، هكذا تفخر مدينة الخليل بمنتوجها الثمين وتستثمر به منذ اللحظة الأولى التي يبرز فيها غصن الشجرة، حتى ينتهي الموسم، وتفيض كروم العنب بما حملت، ليُستغل العنب في صناعات عدة فيخزن ويستثمر على مدار العام.
واحدةٌ من أشهر الطرق التي يحفظ بها العنب، هي الملبن الخليلي، وهو نوع من أنواع الحلوى الدافئة، تقدم لتمد الجسم بالطاقة، وذلك لاحتوائها على السكر الطبيعي مركزًا، ولا يخلو بيت في الخليل منها.
كيف يتم تحضير الملبن؟
يعصر العنب الأبيض ويصفى جيدًا، ويصب في قدور ثم يغلى على النار، ويضاف إليه سميد القمح حتى يعقد ويتجانس، وبعدها يزين بالصنوبر أو الجوز والقريش، ويعرف هذا المزيج باسم “الخبيصة”.
وفي طقس عائلي يتعاون فيه الجميع، تفرد الخبيصة على شرائح خاصة، وتمد ثم تترك لتجف قليلًا، وتنشر في وجه الشمس لتجف تمامًا، وتقطع لاحقًا لتصبح جاهزة للأكل والبيع.
ويعتمد كثير من أبناء الخليل على صناعة الملبن كمصدر للدخل، يسترزقون منه طيلة حياتهم.
أبو جميل عاشور، 72عامًا امتهن فيهن صناعة الملبن، معتمدًا عليه كمصدر رزق، بعد أن ورثه عن أباءه وأجداده، وهو يقول مفتخرًا لـ”وكالة وفا” “أحضر العصير منذ المساء، لأبدأ صباحًا بهمة ونشاط، أوقد الحطب وأبدأ بصناعة الملبن وتحريكه، يستغرق مني ذلك 3ساعات”.
والملبن في ذاته ثمين عند كل مغترب، وتكاد لا تخلو حقيبة مسافر ولا بيت خليلي منه، يخزن للشتاء إلى جانب الدبس وباقي المنتوجات التي يستفاد من العنب فيها.
كتبت: سمية النجار