الأخبار

المكتبة الشعبية في نابلس.. كيف لعبت دورها النضالي؟

 في نابلس، وعلى مقربة من البلدة القديمة، لا تزال المكتبة الشعبية موجودة منذ عام 1971، وهو العام نفسه الذي خرجت منه الأسيرة نادية خندقجي من زنازين الاحتلال، عاشقة للكتب والثقافة، وراغبة في نشر ثقافة وطنية مقاومة.

وفور خروجها، اقترحت نادية على والدها الحاج أديب خندقجي تأسيس المكتبة، التي كانت في ذلك الوقت عبارة عن بضعة كتب يتم إحضارها من العاصمة الأردنية عمّان، ومجملها روايات لإحسان عبد القدوس، ونجيب محفوظ، ومجلات عربية من بينها الموعد والشبكة.

يقول المدير التنفيذي للمكتبة خالد خندقجي لـ”تلفزيون المدينة” إن المكتبة تعمل منذ ما يزيد عن 50 عامًا لخدمة الثقافة الوطنية والشعبية، وتضم كتبًا متنوعة في شتى المجالات السياسية والدينية والثقافية والرويات.

ويوضح خندقجي أن المكتبة مرت بالعديد من التحولات، فمثلًا، تغير شكل المكتبة ومحتوياتها عام 1967، فأصبحت مركزاً لإيصال الكتب الماركسية إلى فلسطين، ويلفت مستذكرًا “تسبب لنا ذلك بإشكاليات كثيرة مع الاحتلال، حيث أغلقت المكتبة بقرارات عسكرية إسرائيلية أكثر من مرّة، وتعرضت للتفتيش أكثر من مرة”.

ويتابع خندقجي: “كانت مكتبتنا الوكيل الوحيد للمكتبة الشعبية في الناصرة، التي كانت تستورد الكتب من الاتحاد السوفييتي، أتذكر أول معرض شاركنا فيه، كان في جامعة بيت لحم عام 1978، ومن ثم شاركنا في معارض احتضنتها عدة جامعات، ولمسنا الإقبال على الكتب السياسية، الوطنية منها أو الماركسية”.

وبحسب خندقجي، تعاني المكتبة اليوم من صعوبة إدخال بعض الكتب عبر المعابر، مع ما تفرض دولة الاحتلال من سياسات تمنع بعض المواضيع والكتب، محاولة السيطرة على محتوى الثقافة الفلسطيني

وتزخر المكتبة اليوم بما يزيد عن 3000 عنوان في مواضيع شتى، وبها قسم خاص لمؤلفات الأسرى الفلسطينيين، كما وساهمت بنشر بعض من مؤلفاتهم، في صورة دعم ومسؤولية وطنية واجتماعية.

كيف احتضنت المكتبة الشعبية المواهب الناشئة؟

شهد محمد ذات الـ22 عامًا، تحدثت لـ”تلفزيون المدينة” عن تجربتها في نشر روايتها “خذلان شتاء”، قائلةً “عرفت يوسف حفيد المؤسس أديب خندقجي من خلال اللقاءات الأدبية، وبعد النظر في كتاباتي، اقترح فكرة نشر الرواية من خلال المكتبة”.

وتتابع أنها باشرت بإرسال نسخة من الرواية بعد أن قامت بتدقيقها وعرضها على لجنة تحكيم، لتحصل على الموافقة بالنشر. 

وبالفعل، نشرت المكتبة الرواية، ووزعتها على مكتبات الضفة، ونسّقت لاستقبالها في مدارس نابلس، للحديث عن روايتها وتعزيز الفكر الوطني من خلالها.

وتتناول رواية “خذلان شتاء”، قصة حقيقية لفتاة فلسطينية، اعتقل أخاها الأكبر عندما كانت طفلة، وكبرت وهو في المعتقل، ومع ذلك فإن علاقة قوية جمعتهما، وجعلتها في قمة تأثرها من غيابه. 

مزارًا لكبار الكتّاب

وتعتبر المكتبة الشعبية اليوم، مزاراً لكبار الكتاب العرب ممن يزورون الأراضي الفلسطينية، ومن بينهم الروائي الجزائري واسيني الأعرج، الذي منح المكتبة حق طباعة روايته “مملكة الفراشة”، وتبرع بريعها لصالح أدب الأسرى. والروائي سعود السنعوسي صاحب رواية “ساق البامبو” الحائزة على جائزة البوكر العربية عام 2013.

كتبت:سمية النجار

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض