منذ أن كان في عمر الحادية عشرة، بدأت معاناة أُبيّ الرجبي (17 عاماً) مع انحناء العمود الفقري، والذي اشتد وصار أكثر وضوحاً في العامين الأخيرين، ما أدى إلى تغير كبير في شكل ظهره، ومشيته.
ويقول أُبي: “كنت أشعر بالخجل من الظهور أمام الناس حتى لا ينظروا إليَّ بعين الشفقة، حاولت جاهدًا إخفاء التحدّب والإنحناء في ظهري، دون جدوى، فانعزلت عن أصدقائي”.
ويضيف: “عامان طويلان جداً، ذقت فيهما ألماً نفسياً وجسدياً إلى أن أزيح هذا الهم والألم عن ظهري في مجمع فلسطين الطبي في رام الله، بعد عملية جراحية استمرت 11 ساعة متواصلة”.
سينتظر أُبيّ 3 أيام أخرى في مجمع فلسطين الطبي، قبل عودته إلى منزله معافى، لإكمال الفحوصات الطبية والاطمئنان على صحته.
أخصائي جراحة عظام الأطفال والعمود الفقري د. ضياء أبو شهاب وهو من أجرى العملية لأبيّ يقول إن هذه العمليات خطيرة جداً، بسبب اقتراب الجراحه فيها بشكل كبير من الشريان الأورطي والحبل الشوكي.
وأضاف أن أُبي كان يُعاني من اعوجاج العمود الفقري، وهو تشوه خلقي في العظم، يظهر بعد سن الـ11 عاماً، وهو أكثر ظهوراً لدى الإناث، ويؤثر على شكل ومشية المريض إضافة إلى ضغطه على العصب.
وتابع: “تدابير معقدة نجريها للحفاظ على سلامة المريض قبل وأثناء وبعد العملية التي يشارك فيها طاقم يتكون من أخصائيي جراحة عظام وممرضين وطبيب تخدير وطاقم طبي لفحص العصب أثناء العملية”.
مدير مجمع فلسطين الطبي، الوكيل المساعد د. أحمد البيتاوي يقول إن هذه العملية هي استمرار لتوطين الخدمات الطبية والصحية، حيث لم تكن موجودة سابقاً في القطاع الحكومي وبدأت تجرى داخل مجمع فلسطين الطبي لأول مرة بأيدي أطباء وزارة الصحة، ما يوفر على الأهل الوقت والجهد، كما يوفر من فاتورة التحويلات الطبية لهذا النوع من العمليات التي تكلف ما ببين 120- 160 ألف شيقل خارج وزارة الصحة.
وأضاف: “تدرب د. ضياء أبو شهاب في أماكن مختلفة من العالم على إجراء هذه العمليات، وسينقل خبراته للطواقم الطبية ولزملائه في القطاع الصحي الحكومي”.
من جهتها، أشادت وزيرة الصحة مي الكيلة بالطواقم الطبية، مؤكدةً سعي الوزارة الحثيث لتوطين الخدمات الطبية والصحية والارتقاء بمستوى الكادر الطبي.