الذكرى السادسة لجريمة إحراق عائلة الدوابشة
قبل ستة أعوام، استيقظ الفلسطينيون على جريمة بشعة أودت بأرواح عائلة نجى منها طفل واحد، جريمة حرقٍ نفذها 17مستوطنًا من جماعتي “تدفيع الثمن” و “شبيبة التلال”، في قرية دوما شرقي مدينة نابلس.
وأشعل المستوطنين النيران في منزل عائلة الدوابشة، حتى التهمت أجساد الأب سعد الدوابشة (30عامًا)، والأم ريهام الدوابشة (29عامًا)، والرضيع علي (18 شهرًا)، فيما نجى الطفل أحمد الدوابشة، الذي كان يبلغ من العمر 4سنوات، مع حروق بالغة مثّلت بجسده.
واستشهد في ال31 من أيلول ريها وطفلها الرضيع، فيما لحق بهم سعد الدوابشة في الـ8 من آب ذات العام.
وامتلأ جسد الناجي الوحيد بالحروق والندوب، ومكث في المستشفى شهورًا للعلاج وإعادة التأهيل، وأجرى خلالها عشرات العمليات الجراحية.
وأدينت الجريمة بشكل واسع محليًا وعالميًا، فاعتقل الاحتلال المستوطنين الذين نفذوا الجريمة، وأفرج عنهم لاحقًا، فيما بقي المنفذ الرئيس والذي حكم بعد أكثر من 70 جلسة قضائية بـ3 مؤبداتٍ، فيما حكم على مساعده في التخطيط بالسجن مدة 3سنوات ونصف.
وصدر الحكم على “عميرام بن أوليئيل” الذي أدين في مايو بقتل العائلة عام 2015، وأدين أيضاً مرتين بتهمتي القتل العمد والحرق المتعمد والتآمر لارتكاب جريمة كراهية.
وواجه الطفل أحمد الدوابشة أوليئيل للمرة الأولى في محكمة اللد عام 2020، بعد أن استدعته المحكمة للامتثال أمامها، برفقة جده وعمه، وسط ذهول دولي بشأن هذه الخطوة.
وبشأن الحكم، قال نصر دوابشة، المتحدث باسم عائلته، إن الحكم “غير كاف” مشيراً إلى أنهم سوف يتخذون خطوات قانونية قريباً، عبر اللجوء لمحكمة العدل العليا للمطالبة بسحب الجنسية الإسرائيلية من المستوطن، وهدم منزله.
وما يزال الطفل أحمد يعيش آثار هذه الجريمة جسديًا ونفسيًا، فالحروق ما تزال بحاجة إلى تجميل، وتفاصيل ما حدث تأبى فراق ذاكرته الغضة، شاهدةً على تفاصيل ما حدث.
وردًا على هذه الجريمة، نفّذ شبان فلسطينيون عملية إطلاق نار على مستوطن وزوجته، قرب مستوطنة “إيتمار”، قتلا على إثره، وكان هذا الرد واحدًا من الردود التي أشعلت هبة القدس لعام 2015.
وعلى مدار أعوام، تلاحقت جرائم المستوطنين بحق فلسطينيي الضفة الغربية، من قلع وتخريب للمتلكات والأشجار، وحرق للمساجد والأراضي، وصولًا إلى محاولات القتل.