ستة انتزعوا حريتهم.. وآخرون موعودون بالنور قريبًا
5أيام من الحرية ساوت دهرًا، بعد أن انتزعها أبطال ستة رغم أنف العدو، من واحد من أشد السجون تحصينًا وأمنًا بحسب زعم دولة الاحتلال.
متأملين فضاء الله الواسع، فرّوا إلى النور، بعد أن قضوا عامًا من الحفر بالملعقة والمسمار، أملًا بشيء من الحرية، في صورة سماء صافية لا يحجبها شبك، وتحدٍ جبار زلزل الكيان بأكمله.
خارج أسوار سجن “جلبوع” الكائن في جنوب غرب بحر الجليل وقفوا ستتهم قبالة نفق، ينفضون ما علق بهم من شقاء الأسر، ومُنتزعين حريتهم التي سُلِبت عنوة لزمن طويل.
حدث ذلك في نحو الساعة الواحدة والنصف من فجر يوم الاثنين السابع من سبتمبر/أيلول 2021، وسبق تلك اللحظة زمن غير معلوم على وجه الدقة، عزم الأسرى خلاله وسط محبسهم على أن يلوذوا بالفرار من خلال فتحة نقبوها في أسفل مرحاض السجن، ليعبروا في اليوم الموعود خط الصرف الصحي المجاور لزنزانتهم (2)(3)، وحين خرجوا من جوف الأرض وجدوا أنفسهم صوب المنطقة الجنوبية من السجن المؤدية إلى الأحراش.
ولا شك أن أحلام الحرية وهواجس التجربة الأولى لحياة حرة رافقتهم مسيرة الحفر، حتى واصلوا الليل بالنهار عملًا لتحقيقها، وتحققت.
وما لبثت أن تبتهج النفوس بحريتهم حتى أصابها كدرها عندما وجد الاحتلال أربعة منهم، وأعادهم إلى الأسر، وأحيلوا إلى التحقيق ومن ثم العزل الانفرادي في زنازين تفتقر لأبسط مظاهر الإنسانية.
ورغمًا عن ذلك، انتشرت صورهم مبتسمين غير آبهين ببطش السجان، رافعي شعار عز وكرامة بهامات عالية وإرادة لا تنكسر.
الفرج الذي أثلج الصدور، جاء على لسان الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة، والذي تعهد بأن تطرز أسماء أبطال هذا الهروب العظيم قائمة تبادل الأسرى القادمة، ووعدهم بالفرج العاجل.
ويرفع الدعاء إلى الله بأن يحفظ الاثنين الذين ما يزالان ينعمان بحرية قد تؤجلها قذارة الجواسيس وبطش الاحتلال.
كتبت :سمية النجار
تحرير: هالة حسون