اعتراضات على خطة مرورية جديدة في نابلس
في محاولة للتخفيف من أزمة السير الخانقة التي تشهدها شوارع مدينة نابلس، بدأت لجنة السير في المحافظة بتطبيق خطة مرورية جديدة، أجرت خلالها تعديلات على الحركة في محيط المركز التجاري ومجمع بلدية نابلس وسط المدينة.
إلا أن الخطة التي بدأت اللجنة بتطبيقها صباح الثلاثاء الماضي، قوبلت باعتراضات واحتجاجات عديدة، خاصة من أصحاب المحال التجارية الواقعة على الشوارع التي شملتها التعديلات المرورية، إضافة لأصحاب المركبات الخاصة.
وأغلق أصحاب المحلات التجارية في شارع “عمر المختار”، وسط نابلس، أبوابهم لساعتين؛ للتعبير عن احتجاجهم على الخطة التي قالوا إنها تؤثر عليهم سلبًا، حيث منعت المركبات الخاصة من عبور الشارع وتم تخصيصه للعمومية.
التاجر وصاحب أحد المحلات في شارع عمر المختار، مصطفى البنا، يقول إن إغلاق الشارع بوجه المركبات الخاصة حوّله لـ “ممر خاص” لمركبات العمومي (السيرفيس) من وإلى المجمع التجاري.
ويوضح “البنا” في حديثه أن هذا الأمر يمنع أصحاب المحلات من تنزيل البضائع لمحلاتهم من جهة، ومن جهة أخرى يؤثر على الحركة التجارية في هذا الشارع.
ويبيّن أن التجار أوصلوا احتجاجهم للجنة السير التي بدورها وعدتهم بإجراء تعديلات على الخطة بما يراعي مصالحهم التجارية، وإمهالها حتى اليوم الخميس.
وجاءت الخطة المرورية الجديدة بعد مطالبات تقدمت بها نقابة السائقين للتخفيف من الاختناقات المرورية في مركز المدينة والتي تعيق حركة مركبات العمومي.
وحظيت الخطة المرورية باهتمامات الشارع المحلي، وتناولها كثيرون بالنقد ورأوا بأنها تسببت بزيادة الأزمة المرورية ونقلها من مكان لآخر.
من جانبه، يشير نقيب السائقين عمر النجار، إلى أن نقابته توجهت بهذه الخطة للجنة السير؛ لتخفيف الأزمة وتسهيل خروج ودخول خطوط المنطقة الشرقية من وإلى المجمع التجاري.
ويتابع حديثه “دائمًا كانت الأزمة المرورية الخانقة سببًا لتذمر الركاب الذين يضطرون للانتظار ساعتين داخل المجمع، لكن بعد بدء تنفيذ الخطة بدأت خطوط المنطقة الشرقية تتحرك بانسيابية وبوقت أقصر”.
ويؤكد النقيب “النجار”، أن هذه الخطة “تجريبية وقابلة للتعديل وفق ما ترتئيه لجنة السير التي تدرس المشاكل الناشئة عن الخطة وتعمل على حلها”.
من جانبه، يقول نائب رئيس بلدية نابلس للشؤون الهندسية وعضو لجنة السير، خالد سلامة، إن هذه الخطة تجريبية وليست نهائية، وكان لا بد من خوض هذه التجربة لعدة أيام ليتسنى تقييم الأمور.
ويردف “سلامة” في حديثه “لجنة السير وبعد اجتماع عقد يوم الأحد الماضي، اتخذت قرارًا بالبدء بتجربة ميدانية تقوم على فصل خطوط السرفيس عن المركبات الخاصة في شارعي حطين وعمر المختار”.
ويفسر: “هذا يعود للعدد الضخم لمركبات السيرفيس العاملة على خطوط الشرقية والتي يصل عددها إلى 450 مركبة تدخل المجمع التجاري كل يوم”.
ويلفت النظر إلى أنه وبعد الاستماع لشكاوى التجار، تم التوافق معهم على استمرار العمل بالخطة حتى اليوم الخميس، مضيفًا: “سنلبي طموح الجميع قدر المستطاع، وإذا لزم الأمر أي تغييرات سنطبقها“.
ويرفض “سلامة” الاتهامات الموجهة للجنة السير بأنها تعمل لمصلحة طرف على حساب طرف آخر، مشددًا على أنها “لجنة محايدة وليس لها مصالح خاصة مع أي طرف”، وهي لجنة فنية تضم مهندسين وخبراء على اطلاع كامل بمشاكل المدينة، وفق قوله.
وتعاني مدينة نابلس من أزمات مرورية خانقة وسط المدينة، حيث يقع المجمع التجاري الذي يضم داخله مواقف مركبات النقل العمومي لمختلف مناطق المدينة، ما يسبب ازدحامًا مروريًا عند دخولها وخروجها من المجمع.
وتطبق لجنة السير في نابلس من فترة لأخرى خططًا مرورية للتخفيف من حدة أزمة السير في مركز المدينة، وغالبًا ما تلقى ردود فعل متباينة، في ظل قلة الخيارات المتاحة لحل الأزمة.