قال رئيس الوزراء، محمد اشتية، إن السلطة الفلسطينية لن تعود إلى حكم غزة دون اتفاق شامل يتضمن ضم الضفة الغربية في دولة فلسطينية موحدة.
وشدد “اشتية” على أن “الأولوية الأولى هي وقف قصف غزة، وكذلك العنف في الضفة الغربية”. منوهًا: “هناك 110 فلسطينيين قُتلوا في الضفة، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، على يد قوات الاحتلال والمستوطنين”.
ونوه إلى أن السلطة لن تتعاون في إقامة سلطة انتقالية في غزة دون تنفيذ عملية سلام حقيقية تؤدي إلى إقامة دولتين ذواتي سيادة.
الدخول لغزة دون حل سياسي..
وأردف، خلال مقابلة أجرتها معه صحيفة “الغارديان” البريطانية: “إذا عدنا لحكم غزة وإدارة شؤونها دون إيجاد حل سياسي للضفة الغربية، فإننا سنبدو وكأننا ندخل القطاع على متن طائرة إف 16 أو دبابة “إسرائيلية”.
واستدرك: “أنا لا أقبل ذلك، ورئيسنا محمود عباس لا يقبل ذلك. لن يقبل أحد منا هذا الأمر”
وأكد أشتية، في المقابلة التي أُجريت معه بمكتبه في رام الله بالضفة الغربية: “أعتقد أن ما نحتاج إليه هو رؤية سلمية شاملة. الضفة الغربية بحاجة إلى حل، وبعد ذلك ينبغي ربط غزة بها في إطار حل الدولتين”.
مقترح الاحتلال لعودة السلطة الفلسطينية إلى غزة..
وفي بداية العدوان المُستمر على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر 2023، قال مسؤولون في حكومة الاحتلال إن خطتهم لإنهاء حرب غزة تتمثل في إقامة شكل من أشكال السلطة الانتقالية التي تحكم المنطقة.
ولمّح مسؤولو الاحتلال: “ربما تشمل دولاً عربية، مما يؤدي إلى إعادة السلطة الفلسطينية إلى حكم غزة، والتي تحكمها حماس منذ عام 2007”.
وأشار “اشتية” إلى أن حاجة “الاحتلال” لشخص آخر لإدارة غزة، بدلاً من “حماس”، تمنح المجتمع الدولي دفعة للتفكير في ضرورة العودة إلى حل الدولتين، الذي قام بنيامين نتنياهو بالتصدي له بشكل منهجي، خلال فترة وجوده بمنصب رئاسة حكومة الاحتلال.
وتابع: “السؤال الذي يجب أن يسأله الجميع، من فلسطينيين و”إسرائيليين” وأميركيين وأوروبيين، هو كيف يمكننا أن نجعل من هذه الكارثة فرصة للسلام؟”.
“شعبية” السلطة الفلسطينية..
وأصر “اشتية” على أن السلطة الفلسطينية “لن تتخلى أبداً عن معارضتها لاستخدام العنف، من أجل استعادة شعبيتها”.
وأوضح: “عباس يمكن أن يحظى بشعبية واسعة في دقيقة واحدة. يمكنه أن يقول: حسناً، أنا آمر قوات الأمن الفلسطينية بإطلاق النار على الإسرائيليين. لكنه رجل واقعي”.
ومع ذلك أقرّ “اشتية” بأن الغضب يتصاعد بسرعة بين الفلسطينيين، وأن الوضع في الضفة الغربية “يغلي”، وأنه أصبح “خطيراً جداً”، مما يترك السلطة الفلسطينية عالقة بين السكان الغاضبين والحكومة “الإسرائيلية” العنيفة.
موقف بايدن من القضية الفلسطينية..
وانتقد رئيس الوزراء الفلسطيني موقف بايدن من القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أنه، من بين رؤساء أميركا الذين تولّوا المنصب خلال العقود الأخيرة الماضية، الوحيد الذي لم يضع مبادرة للسلام في الشرق الأوسط.
وأضاف: “لم يعيِّن حتى مبعوثاً للسلام، وقدَّم وعوداً لم يجرِ الوفاء بها مطلقاً. يقول إنه يعارض المستوطنات، لكن ماذا فعل؟! استمر في تمويل إسرائيل”.
واستطرد: “يقول (بايدن) إنه مع حل الدولتين، لكن الاحتلال يتصدى لهذا الأمر كل يوم، دون أي رد فعل منه. لقد قال إنه سيعيد فتح القنصلية الأميركية في القدس، والآن ستنتهي فترة ولايته دون أن يفعل ذلك!“.
وأكمل: “أعتقد أن الآن هو الوقت المناسب للرئيس الأميركي ولأوروبا لتأكيد استعدادهم للتوصل لحل شامل وليس جزئياً، للقضية الفلسطينية”.
وسيشمل مثل هذا الحل الشامل، وفقاً لـ “محمد اشتية”، إجراء انتخابات فلسطينية في غزة والضفة الغربية، وتخلّي حكومة الاحتلال عن نتنياهو.
المصدر: سند