ذكرت وكالة “أسوشيتد برس” (Associated Press) الأميركية أن باحثين في الأمن السيبراني اكتشفوا اختراق هواتف 6 ناشطين حقوقيين فلسطينيين بواسطة برنامج التجسس “بيغاسوس” الذي تنتجه شركة “إن إس أو” (NSO) الإسرائيلية.
ويرتبط نصف الناشطين المستهدفين بمنظمات غير حكومية فلسطينية صنفتها تل أبيب قبل أيام تنظيمات إرهابية.
وأضاف خبراء الأمن السيبراني من “مختبر المواطن” (Citizen lab) التابع لجامعة تورنتو الكندية، ومن منظمة العفو الدولية أنهم لم يتعرفوا على الجهة التي تقف وراء عملية الاختراق، إلا أنه بعد الكشف عن الاختراق بقليل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس تصنيف 6 منظمات أهلية فلسطينية منظمات إرهابية بحجة أنها تمثل غطاء لأنشطة مجموعات فلسطينية، منها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
وكشف الخبراء أن 4 من الهواتف الستة المخترقة تحمل شرائح إسرائيلية، وتقول منظمة “فرونت لاين ديفندرز” (Frontline Defenders) واثنان من ضحايا الاختراق بواسطة برمجية بيغاسوس إنهم يعتبرون “إسرائيل” المتهم الرئيسي، وإن تصنيف تل أبيب منظمات فلسطينية ضمن قائمة الإرهاب ربما جاء للتغطية على الكشف عن اختراق هواتف النشطاء الحقوقيين الفلسطينيين.
منظمات فلسطينية
وتضيف منظمة “فرونت لاين ديفندرز” -ومقرها في أيرلندا– إن 3 من النشطاء الفلسطينيين الذين اخترقت هواتفهم يعملون مع منظمات في المجتمع المدني الفلسطيني، في حين طلب الثلاثة الباقون عدم الكشف عن هوياتهم.
ومن بين الذين تم اختراقهم أُبي العابودي، وهو اقتصادي يبلغ من العمر 37 عاما ويحمل الجنسيتين الفلسطينية والأميركية، وهو مدير “مركز بيسان للبحوث والتنمية” ومقره في رام الله بالضفة الغربية، وهو ضمن المنظمات التي صنفتها “إسرائيل” في قائمة الإرهاب في 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
ومن بين ضحايا الاختراق الباحث غسان حلايقة من منظمة “الحق” الحقوقية، والمحامي صلاح حموري من منظمة “الضمير لرعاية الأسير وحقوق الإنسان”، وكلتا المنظمتين صنفتهما تل أبيب منظمات إرهابية.
وطالب ممثلون عن منظمات حقوقية فلسطينية بإجراء تحقيق دولي شامل حول أهداف ودوافع اختراق هواتف نشطاء فلسطينيين بتقنية بيغاسوس.
ودعا ممثلو تلك المنظمات في مؤتمر صحفي عقد اليوم الاثنين في رام الله الأمم المتحدة إلى إدراج شركة “إن إس أو” في القائمة السوداء.
وأضافوا أن تزامن هذا الاختراق مع قرار سلطات الاحتلال اعتبار 6 منظمات وجمعيات فلسطينية منظمات إرهابية يؤكد أن السلطات الإٍسرائيلية هي من يقف خلف عملية التجسس، وأنها تشكل خطرا على حياة ونشاط العاملين في هذه المنظمات.
تعقيب الشركة
وتعقيبا عما نشرته “أسوشيتد برس” قالت شركة “إن إس أو” إنها لا تستطيع الكشف عن عملائها الذين يستخدمون برنامج بيغاسوس، وذلك لاعتبارات تعاقدية وأخرى متصلة بالأمن القومي، مضيفة أنها تبيع البرنامج التجسسي فقط للهيئات الحكومية من أجل محاربة “الجريمة الخطيرة والإرهاب”.
وكانت صحيفة “يديعوت أحرونوت” نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن تل أبيب تخشى عدم منح حصانة لشركاتها الإلكترونية، وذلك بعد إدراج واشنطن قبل أسبوع شركة “إن إس أو” الإسرائيلية وشركة إسرائيلية أخرى في قائمة الشركات الأجنبية التي تضر بمصالحها الوطنية.
وأوضحت وزارة التجارة الأميركية في بيان إدراج “إن إس أو” ضمن القائمة السوداء أن عمل الشركة يشكل تهديدا للنظام الدولي.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي نجح برنامج “ما خفي أعظم” التحقيقي -الذي يبث على شاشة الجزيرة- في تتبع عمليات اختراق أجهزة هواتف إعلاميين ونشطاء للتجسس عليهم من خلال ثغرات اختراق إلكترونية متطورة وغير معهودة.
وتمكن البرنامج في تحقيق “شركاء التجسس” من التوصل إلى أدلة وتفاصيل حصرية تتعلق بعمليات اختراق الهواتف المختلفة للتجسس على مستخدميها والآليات المتطورة لذلك والدول المتورطة في سوق التجسس والاختراق.