اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان والاحتلال يدخل حيّز التنفيذ
بدأ فجر اليوم الأربعاء سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين المقاومة اللبنانية والاحتلال، بعد مواجهة عسكرية مفتوحة استمرت لأكثر من شهرين.
وقالت وسائل إعلام عربية ودولية، إنّ اتفاق وقف إطلاق النار دخل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم بتوقيت بيروت (الثانية بتوقيت غرينتش).
وبدأ العديد من النازحين اللبنانيين بالعودة إلى منازلهم في الجنوب، الذين نزحوا منها بسبب العدوان على لبنان.
وقبيل بدء تنفيذ الاتفاق بساعات صعّد الاحتلال من قصفه مستهدف عدة مناطق في بيروت ومناطق أخرى في لبنان، بما فيها صور وبعلبك والجنوب اللبناني، في وقتٍ أعلن حزب الله قصف مناطق في شمال فلسطين المحتلة بالصواريخ.
وأعربت الخارجية الإيرانية عن ترحيبها بوقف العدوان على لبنان، مؤكدة دعم طهران الحاسم لحكومة لبنان وشعبه ومقاومته.
كما أكدت الخارجية، في بيان، مسؤولية المجتمع الدولي في الضغط الفاعل على “الاحتلال” لوقف الحرب في غزة.
وأظهر استطلاع رأي للقناة 13 العبرية، أن 61% من الإسرائيليين يعتقدون أن “إسرائيل” لم تنتصر على المقاومة في لبنان، و66% يؤيدون وقف الحرب في غزة سعيًا لصفقة تبادل للأسرى.
وكان الرئيس الأميركي جو بايدن أعلن مساء أمس الثلاثاء موافقة “إسرائيل” ولبنان على الاتفاق، بعد نزاع وصفه بـ”الأكثر دموية” بين الطرفين مشيرًا إلى أنّ السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق في ساحات القتال.
وأضاف بايدن أن الاتفاق “يدعم سيادة لبنان ويشكل بداية جديدة له”، زاعمًا أنّ إدارته ستقوم بمساع جديدة مع مصر وقطر وتركيا بشأن وقف إطلاق النار في غزة.
بنود الاتفاق بين لبنان و”إسرائيل”..
وينص اتفاق وقف إطلاق النار أن “الاحتلال” لن ينفذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك من البر والجو والبحر، وأن لا يقوم حزب الله وجميع تنظيمات المقاومة الأخرى في الأراضي اللبنانية بأي عمل مقاوم ضدهم.
وينص الاتفاق على اعتراف ” إسرائيل” ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
كما يؤكد الاتفاق، أن التزامات “إسرائيل” ولبنان بعدم تنفيذ أي هجوم لا ينفي حق الطرفين في ممارسة حق الدفاع الذاتي.
وينص الاتفاق أيضًا، أن القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان.
ومن بنود الاتفاق، تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها، وجميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات.
ونصَّ أيضًا أن كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
ويتضمن اتفاق وقف إطلاق النار إعلانًا عن تشكيل لجنة مقبولة على “إسرائيل” ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات، وأن تقوم “إسرائيل” ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة “يونيفيل”.
ويسمح الاتفاق، بأن تنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقًا لخطة الانتشار.
وبموجب الاتفاق، فإن “إسرائيل ستقوم بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار أن الولايات المتحدة ستدفع لمفاوضات غير مباشرة بين “إسرائيل” ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.
يُذكر أنّ الاحتلال صعّد منذ 23 سبتمبر/ أيلول الماضي عدوانه على لبنان، الذي بدأ منذ أكتوبر/ تشرين الأول 2023، مستهدفًا معظم مناطق البلاد بما فيها العاصمة بيروت، عبر غارات جوية، كما بدأت توغلًا بريا في جنوبه.
في المقابل لم يتوقف حزب الله عن ضرب الصواريخ والطائرات المسيّرة والقذائف المدفعية مستهدفًا مواقع عسكرية ومستوطنات، ومناطق وأهداف وسط فلسطين المحتلة، موقعًا مئات القتلى والجرحى عدا عن إلحاق أضرار مادية جسيمة.
فيما أسفر العدوان على لبنان عن نحو 3800 شهيد وأكثر من 15 ألف جريح، بينهم عدد كبير من الأطفال والنساء، فضلا عن نحو 1.4 مليون نازح، وفق بيانات رسمية.
المصدر: سند