الأخبارأسرى

إضراب تحت النار

بين الفينة والأخرى تخرج أصوات بين حرص نابع من إنسانية، وبين تغليف للوحدة، والجماعية، أو كتابة لمجرد الجدلية؛ وبعضهم فقط لتعداد نقاط في مقابلة إعلامية.

هناك في مقابر الأحياء من لا يخوض الإضراب بل داهم جسده سرطان وأمه تستغيث فأين تلك الأصوات؟! أما سمعوا بالأسيرات والمرضى وكبار السن، أو أطفال أجرم الاحتلال بحقوقهم؟!.

لم يسجل استشهاد أسير في إضرابه ضد الاعتقال القسري الاداري خلال السنوات الماضية بينما استشهد 12 أسيرًا منهم تحت الضرب المبرح، كما عويسات، وجرادات، وطقاطقة، وغيرهم؛ وما زال عدد من جثامينهم في ثلاجات الاحتلال، فأين نقاشكم هنا عن دوركم وفرضياتكم وما قدمنا لهم ولأهلهم؟!

يسوق البعض حديثه من وراء شاشة الأعور الدجال “الفيسبوك” أو غيرها من سبل الوصول لتكوين الرأي حربًا ناعمة ضد فكرة الفردية؛ تارة يهاجمون مقاومًا، أو أسيرًا، ويبررون حديثهم بأن الجماعي أفضل ويجب أن تتوقف الفردية.

أتفق معكم.. ولكن أجيبوني عن أي جماعي تتحدثون ؟!

عن فصائل تفتتت قوتها العسكرية على يد الاحتلال وحثالته؟! أم عن إضرابات جماعية لم تنجح في 2004 وما قبلها وما بعدها حتى 2017؛ وطبعًا هي إضرابات جماعية بامتياز وفشلت فشلًا ذريعًا، وأعادت الحركة الأسيرة للصفر، أم عن إضراب جماعي واجه الصعاب الكبيرة من أفراد في 2012 و2014.

التاريخ يثبت أن الجماعي والفردي في الثورة تحت نار الظلم، وعبيد الأمن، والتكنولوجيا، ويسير معهم جاهل، أو فيلسوف يحاول أن يغرد خارج السرب.

الفردية مع الجماعية التي كونت جيشًا ورأيًا وكسرت شوكة وباتت لها قيمة الوفاء؛ باتت الآن تحت النار تحت التشويه والتدمير، دعونا لا ننساق وراء تكوين رأي عام منقوص خطير من خلاله يتم تدمير كل شيء.

“الجماعي عليك والفردي إحنا بنضربه”

هي وسيلة مستخدمة منذ عقدين من الزمن في ظل تدمير ممنهج للفصائل في الضفة الغربية؛ بين السجن والاختراق والتشويه والتجفيف والحصار؛ هناك قَبرَ بالفعل الاحتلال فكرة الجماعي حتى بات الأسير أو المواطن لا يثق بهذه المسميات.

لكم أن تتخيلوا ملف الأسرى الآن دون وجود جنود بقبضة المقاومة، “تخيل تقشعر منه الأبدان وتُحبط فيه حتى الجبال”، لذلك لا داعي أن تبحثوا عن جدلية فقط لتتحدثوا عنها ضد قضية معينة، تارة تلومون أهالي الشهداء على عملهم الفردي في استرداد جثامين الشهداء.

وتارة أخرى يُلام أسير انتزع حريته بيده، وبقرار فردي من نفق الحرية؛ ليلام أنه دخل منطقة سكنية وجلْب الموت لها، وتارة يُلام الأسرى على إضراب جماعي بحجة أنه محاولة انقلابية كما 2017، حين كان الإضراب الجماعي الذي أُجهض بفعل جهات معينة، وتارة يُلام المقاوم أنه دهس أو طعن أو أطلق النار بصورة فردية بحجة أن الجماعي أفضل!.

يا هذا وهل هناك أدنى شك أن وجود الجماعي سيلغي الفردي؟!
لو وجد العمل الجماعي وتم تثبيت أسسه لما رأينا أسيرًا إداريًا أو طفلًا أو امرأة في قبضة الاحتلال.
لما رأينا زيتونة يقف شيخ كهل بقرار فردي في وجه جرافة حقد تريد قطعها.
لما رأينا حثالة تقتل وتنهب وتأسر دون رقيب وحسيب..
لما رأينا “شلة” تقرر دون انتخاب أو برلمان .
العمل الفردي والجماعي هو حق كل من هو تحت الاحتلال ولا يحق لنا أن نرسم طريقًا في الجدار ونقول لعاقل هيا انتظر حتى يزول العائق ولا تفكر في البدائل.
الثورة ثورة بكل أشكالها في وجه الظلم بكل أدواته؛ ولنقل خيرًا أو لنصمت. 

بقلم: محمد القيق 

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض