“أسد القدس والأقصى” 5 سنوات مضت على غيابه الأبدي
خمس سنوات قضين، وما زالت روح الشهيد مصباح أبو صبيح تحلق في فضاء أقصاها، رغم إبعاد جثمانه إلى منفى يُعرف فيه بـ”رقم”، لم يبلغه ذويه، محتجزًا في المقابر غير الشرعية لدى دولة الاحتلال المزعومة.
ففي التاسع من أكتوبر/2016، ومن قلب حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة، نفذ أبو صبيح عملية أردت باثنين “إسرائيليين” قتلى، أحدهم جندي في قوات الاحتلال، وأخرى مستوطنة، فيما أصيب ستة آخرون بجروح بالغة، ممن يتبعون الوحدات الخاصة الملقبة بـ”اليسام” المعروفة بقوة التدريبات التي تتلقاها خلال اشتباك مسلح نفذه أبو صبيح معهم من داخل سيارته
ونفّذ أبو صبيح العملية، في اليوم الذي كان من المقرر تسليم نفسه لسجن الرملة، لقضاء أربعة شهور حكم عليه بهن على خلفية ضرب جندي من جنود قوات الاحتلال، ممثلًا سيناريو آخر، صفع دولة الاحتلال فيه، ومسلمًا الروح لبارئها.
واختار أبو صبيح أن يضرب الاحتلال في العمق، فنفّذ العملية على بعد أمتار من مقر القيادة القطرية للشرطة “الإسرائيلية” في المنطقة المعروفة “إسرائيلياً” بـ”جفعات هتحموشيت”، أي تلة الذخيرة، وذلك في الوقت الذي تشهد فيه المدينة تشديدات أمنية مكثفة بمناسبة الأعياد العبرية.
ويلقب أبو صبيح بـ”أسد الأقصى”، فكان مقدامًا في الدفاع عنه، ومتصديًا لكل ما يعترضه من اقتحامات وأذى، عرف بقوة قلبه وحبه للأقصى، ليكون وصيته الخالدة التي ودع فيها أهله وصحبه في القضية قائلًا، “أتوجه برسالة لأهل القدس وشباب القدس أن يداوموا على الرباط والصلاة في المسجد الأقصى لأنه أمانة في أعناقنا وأعناق المسلمين”.
ولم يكن الشهيد مصباح أبو صبيح أو “أسد القدس والأقصى”، كما لقبوه، مواطناً مقدسياً عادياً، فطالما كان مدافعا عن القدس والأقصى، كما تظهر منشوراته على فيسبوك، مما ترتب عليه أن يكون في مرمى قبضة الاحتلال وملاحقته بشكل مستمر، فاعتقل وأبعد عن الأقصى والقدس.
وأبو صبيح، أسير محرر وأب لخمسة أطفال، أمضى في سجون الاحتلال 39 شهراً على فترات مختلفة، أما الحكم الأخير، صُدر بحقه على خلفية ضرب شرطي في حي “باب حطة” -أحد أحياء البلدة القديمة- عام 2013، الذي أعادت المحكمة فتحه عام 2016، وليصدر الحكم بالسجن لأربعة أشهر فعلية في أكتوبر.
وتشارك عائلة الشهيد في حملة استرداد جثامين الشهداء، لهفةً لقبلة الوداع على جبين رفع عاليًا، مصباحًا مقدسيًا ورمزًا مشرفًا، عرفته القدس وبكته، وعرفه الأقصى ذخيرة سماوية.
كتبت:سمية النجار
المصادر: وكالات محلية