الأخبارسياسة

أحمد مرشود .. 20 عامًا وصدى شهادته لا يزال مسموعًا

في الخامس عشر من يونيو لعام 2001، زُفّ أحمد مرشود عريسًا في حفلٍ خالٍ من المظاهر الاحتفالية الصاخبة، وفي الخامس عشر من أكتوبر لنفس العام، زُفّ أحمد شهيدًا في عرس شهدت له نابلس بكل أطيافها، عرسًا معززًا بالكرامة والفخر، وبين الدموع المودعة انطلقت زغاريد صاخبة تليق برفعة قدره.

من هو أحمد مرشود؟

الشهيد أحمد مرشود، لاجئ في مخيم بلاطة، أكبر مخيم للاجئين في الضفة الغربية، قدِم مع أسرته التي تعود أصولها إلى منطقة نهر العوجا قضاء باقة، انطلقت صرخته الأولى طفلًا عام 1972، وما إن بدأ عوده يشتد حتى صار ملازمًا لبيوت الله، فنبت نباتًا حسنًا، في ظل فكر إسلامي سليم، ووعي سياسي دقيق.

تلقّى مرشود تعليمه الابتدائي، والإعدادي، في مدارس وكالة الغوث في مخيم بلاطة، قبل أن ينتقل للدراسة في مدرسة حوارة الثانوية، ثم في المدرسة الثانوية الإسلامية في نابلس، ليلتحق بعدها بكلية الدعوة و أصول الدين في جامعة القدس، التي اضطر للانتقال منها إلى جامعة النجاح بسبب الإغلاقات المتكررة للمدينة المقدسة.

مسيرة حافلة بالنضال

وعرف مرشود بفكره السياسي المنتسب لحركة المقاومة الإسلامية خلال الانتفاضة الأولى، حيث شارك في إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة ضد قوات الاحتلال داخل المخيم وخارجه، إضافة إلى كتابة ورسم الشعارات التعبوية على الجدران، وإلقاء بيانات الحركة عبر مكبرات الصوت.

وارتقى مرشود بمسيرته النضالية لاحقًا، من الحجر إلى البندقية، وبدأ يتلقى تدريبات عسكرية مكثّفة على أيدي قادة الكتائب الأوائل، كما ساهم هو بنفسه في تنظيم شبانٍ آخرين في صفوف الكتائب كان من أبرزهم الشهيد ساهر التمام، ابن مخيم بلاطة، ومنفّذ أول عملية استشهادية وقعت في منطقة “ميحولا”، والتي أوقعت عشرات القتلى والجرحى في صفوف الجنود الصهاينة.

ومع تواصل نشاطه الجهادي، زادت عيون الاحتلال المتتبعة والمترقبة لتحركات الشهيد، إلى أن وقع في قبضة المحتلين بتاريخ 14/4/1993 على خلفية نشاطه العسكري وصدر بحقه حكم بالسجن مدة سبع سنوات.

اعتقال لم يعترض نضاله

وخلال سنوات أسره السبع، تنقل مرشود في ثمانية سجون، وكان لسجن مجدّو نصيب الأسد منها وهناك أضحى شعلة العمل الإعلامي للأسرى من خلال مبادرته لتشكيل اللجنة الإعلامية داخل السجن أسوة بباقي اللجان.

ومن خلال عمله في اللجنة الإعلامية تبنى مرشود قضايا وهموم الأسرى، وتابع ذلك بشكلٍ كبير مع الصحفيين خارج السجن، كما استطاع الحصول على الصحف، و المجلات، والكتب، من خلال علاقاته الواسعة مع المؤسسات في الخارج، بهدف خدمة الأسرى وتوفير المساعدات لهم و لعائلاتهم.

وبعد الإفراج عنه شغل مرشود منصبًا في مكتب وزارة شؤون الأسرى، الواقع بالقرب من جامعة النجاح، إلا أن آلة الحقد الصهوينية كانت تتبع الشهيد حتى أنفاسه الأخيرة.

ونجح جيش الاحتلال باغتيال مرشود، عقب عام من الإفراج، بعد أن انفجرت سيارة مفخخة كانت بالقرب منه، ليصاب بإصابات بالغة الخطورة نقل على إثرها إلى المستشفى لكن روحه كانت للقاء ربها أسرع.

وفور انتشار نبأ شهادته، ساد جو من الغضب المشحون بالحزن في مخيم بلاطة ومدينة نابلس، وأغلقت المحال التجارية وصدحت المكبرات بنعيه، وسط توعدات بالانتقام. 

كتبت: سمية النجا

المصدر: وكالات

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض