قال رئيس بلدية الخليل تيسير أبو سنينة، إنّ ما يتم تداوله عبر الصحافة العبرية حول سحب صلاحيات بلدية الخليل على المسجد الإبراهيمي، اعتداء صارخ على حضارة المكان ورمزيته التاريخية والدينية.
وأكد أبو سنينة في بيانٍ صدر عنه اليوم الأربعاء، أن هذه الخطوة تهدف إلى تهويد المسجد الإبراهيمي ومحيطه وفرض سيادة احتلالية غير شرعية على أحد أقدس المعالم الإسلامية.
ولفت أنّ البلدية لم تستلم القرار بعد بشكل رسمي لمعرفة تفاصيله، لكن من حيث المبدأ عبّر أبو سنينة عن رفضه جملة وتفصيلاً، باعتباره عدوانًا سياسياً وثقافياً ودينياً على مدينة الخليل، واعتداءً على صلاحيات البلدية الشرعية الممتدة على كامل حدود المدينة، بما فيها المسجد الإبراهيمي ومحيطه.
وأوضح أن المسجد الإبراهيمي، المسجّل على قائمة التراث العالمي الإنساني، هو ممتلك حضاري إنساني وملكية فلسطينية خالصة، مشيراً إلى أن المساس بوضعه التاريخي والديني يمثّل انتهاكاً خطيراً للقانون الدولي ولكل الاتفاقيات والمواثيق ذات الصلة.
وشدد أنّ القرار يأتي في سياق اعتداءات متواصلة على “الإبراهيمي”، بدأت منذ العام 1967، بعد أيام من احتلال المدينة، حين تم تنظيم حفل زواج جماعي داخل الحرم كأول خطوة استفزازية تهدف لإرسال رسالة واضحة بأن لهذا الاحتلال أطماعاً خاصة في مدينة الخليل، التي تحتضن مقام نبي الله إبراهيم الخليل عليه السلام، جدّ الأنبياء.
وأشار إلى أن الاحتلال يُصر منذ ذلك الحين، على اختلاق أي رابط يبرر وجوده، حتى لو عبر تحريف التاريخ، مؤكدًا أن بلدية الخليل تتعامل مع المدينة كوحدة واحدة موحّدة، وتقدّم خدماتها لكافة سكانها في كل الأحياء والمناطق دون تمييز، وبالتالي فإن أي محاولة للمساس بصلاحيات البلدية هو مساس مباشر بسيادة المدينة وحقوق سكانها.
وذكر أنّ البلدية ستدعو جميع المؤسسات الرسمية والأهلية في المدينة لاجتماع طارئ بهدف وضع خطة عمل شاملة للتصدي لهذا القرار وأي قرار آخر يمسّ صلاحياتها أو حقوق أهل المدينة.
وتابع أن المدينة موحّدة وأن الحرم الإبراهيمي سيبقى وقفاً إسلامياً ورمزاً فلسطينياً أصيلاً مهما حاول الاحتلال تزوير الحقائق وفرض الأمر الواقع بقوة السلاح.
وكشفت صحيفة “يسرائيل هيوم”، أمس الثلاثاء، أن “إسرائيل” قررت اتخاذ خطوة غير مسبوقة لتغيير الوضع القائم في المسجد الإبراهيمي وسحب صلاحيات بلدية الخليل ونقلها للمجلس الديني بمستوطنة كريات أربع.
وقالت الصحيفة العبرية، إن الإدارة المدنية التابعة للاحتلال تسعى بالتعاون مع المجلس الديني اليهودي، منذ فترة طويلة إلى إجراء تغييرات جوهرية في المسجد الإبراهيمي، ومن بين ذلك إعادة تسقيفه وبناء سقف فوق ساحة يعقوب، حيث يصلي اليهود 90% من أيام السنة.
وتعتبر هذه المرة الأولى التي يتم فيها إدخال تغييرات كبيرة بالمسجد الإبراهيمي، منذ قرارات لجنة “شمغار” في عام 1994.
والبلدة القديمة الخاضعة للسيطرة الكاملة، يقع فيها المسجد الإبراهيمي ويسكن البلدة نحو 400 مستوطن يحرسهم نحو 1500 جندي.
وقُسّمت المدينة بحسب اتفاق الخليل في 17 يناير/كانون الثاني 1997 بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، إلى منطقتي “H1 وH2″، أعطيت “إسرائيل” بموجبه سيطرة كاملة على البلدة القديمة وأطرافها.
وفي 1994 قسم الاحتلال المسجد بواقع 63 بالمئة لليهود و37 بالمئة للمسلمين، عقب مذبحة ارتكبها مستوطن يهودي أسفرت عن استشهاد 29 مصليا فلسطينيا، وفي الجزء المخصص لليهود تقع غرفة الأذان.. المصدر: سند