وزيرة الصحة: مستشفيات القطاع تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بسبب العدوان
قالت وزيرة الصحة مي الكيلة، إن مستشفيات قطاع غزة تعاني من نقص حاد في الإمدادات الطبية الأساسية، بسبب منع إدخالها، ونفاد مخزون المستلزمات والأدوية والمستهلكات الطبية، في ظل العدوان المتواصل لليوم الثاني عشر على التوالي.
وأكدت الوزيرة كيلة، خلال مؤتمر صحفي، عقدته اليوم الأربعاء، برام الله، بمشاركة نائب رئيس مجلس المستشفى الأهلي العربي المعمداني في مدينة غزة الأب فادي دياب، للوقوف على آخر تطورات العدوان، أن الوضع في قطاع غزة بات كارثيا، وانقطاع المياه وعدم توفر مستلزمات العناية الشخصية، وعدم مواءمة منظومة الصرف الصحي وتدهور أجزاء كبيرة منها نتيجة العدوان، إضافة إلى الاكتظاظ في مراكز الإيواء، يزيد مخاطر تفشي الأمراض السارية بشكل يُنذر بكارثة صحية بكل معنى الكلمة.
وتطرقت إلى الضغط النفسي والجسدي للكوادر الصحية والطبية والإسعافية التي لم تتوقف للحظة عن تقديم خدماتها رغم الإنهاك ونقص الإمكانيات والأعداد الكبيرة من الشهداء، مشيرة إلى أن ذلك أدى إلى اتباع اسلوب المفاضلة في العلاج، نتيجة الوضع الكارثي.
وقالت كيلة، “إن جرائم الاحتلال المتواصلة ضد أبناء شعبنا في قطاع غزة والضفة الغربية بما فيها القدس، التي كان من ضمنها الجريمة النكراء ليلة أمس باستهداف المستشفى “المعمداني”، الذي خلّف مئات الشهداء والجرحى، هي مجزرة وجريمة وانتهاك صارخ للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، ولكل المواثيق والأعرف الدولية، ونطالب المجتمع الدولي بمحاسبة الاحتلال على جرائمه البشعة”.
وحول انتهاكات الاحتلال في قطاع غزة، قالت وزيرة الصحة، إن 37 شهيدا من الكوادر الصحية والطبية والإسعافية ارتقَوا منذ بدء العدوان، وجرى استهداف المستشفى الأوروبي، ما أدى إلى تضرر أجزاء منه نتيجة القصف المباشر، بالإضافة إلى تضرر 36 مستشفى في قطاع غزة، ما بين تهديد وقصف وإخلاء، وتوقف 4 مستشفيات عن العمل، وهي مستشفيات (بيت حانون، والدرة، والكرامة، والأهلي المعمداني)، وتوقف 33 مركزا للرعاية الصحية عن العمل، كما أخلي مستشفى حمد للتأهيل ومركز إسعاف الهلال الأحمر، بسبب عدم الأمان والقصف المتكرر، وتدمرت 23 مركبة إسعاف بالكامل.
وحذرت من كارثة صحية مدمرة بسبب قطع التيار الكهربائي والوقود المخصص للمرافق الصحية الذي أوشك على النفاد.
وعن الوضع الصحي في قطاع غزة، أشارت إلى حاجة أكثر من 4,800 مريض في غزة بشكل يومي إلى الرعاية الصحية المنقذة للحياة، إضافة إلى 1,034 مريضاً في قطاع غزة يحتاجون بشكل عاجل إلى غسيل الكلى.
وأوضحت وزيرة الصحة أن حوالي 50,000 امرأة حامل يواجهن صعوبة في الوصول إلى الرعاية الصحية، بسبب الهجمات على المرافق والعاملين، مشيرة إلى أنه من المتوقع أن تلد 5,500 امرأة الشهر المقبل، في ظروف صحية غاية في الصعوبة، ما يهدد حياة الأم الحامل وجنينها، نتيجة الولادة في مراكز غير مهيأة وتفتقر إلى أدنى الشروط الصحية اللازمة.
وحول الأمراض غير المعدية، قالت كيلة: يعاني ثلثا المواطنين المسنين من الأمراض غير السارية، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية، والسرطان، والسكتات الدماغية، والسكري، وتفتقر غزة إلى العلاج المتقدم للأورام، ما يستلزم إحالة المرضى إلى خارج المنطقة، وقد أثرت الاضطرابات في الوصول إلى الرعاية الصحية في 1,034 مريضًا لغسيل الكلى.
وأوضحت، أن عدم تقديم الخدمات الصحية الأساسية وعلى رأسها برنامج التطعيم الوطني بسبب قصف المراكز الصحية وصعوبة الوصول إليها وانقطاع التيار الكهربائي الذي يهدد بفساد المطاعيم وظهور أمراض كنا قد استأصلناها وتخلصنا منها منذ عشرات السنوات.
وجددت المناشدة العاجلة لكل المنظمات الأممية، والمجتمع الدولي، وحقوق الإنسان، بالوقوف عند مسؤولياتها لوقف العدوان الغاشم على أبناء شعبنا الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية، والعمل على فتح ممر آمن لإدخال المساعدات الطبية بشكل فوري وعاجل.
وكانت وزارة الصحة، قد أعلنت في آخر إحصائية لها، ارتفاع عدد الشهداء في قطاع غزة إلى أكثر من 3 آلاف شهيد و12,500 مصاب، فيما بلغ عدد الشهداء في الضفة الغربية 62 شهيداً وأكثر من 1300 جريح منذ بدء العدوان في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.
وقفات منددة بمجزرة “المعمداني” في مستشفيات الضفة
طولكرم
اعتصمت الطواقم الطبية في مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي وصحة طولكرم، وسط ميدان جمال عبد الناصر، تنديدا بجرائم الاحتلال بحق شعبنا والطواقم الطبية أثناء قيامهم بواجبهم الطبي في المستشفى الأهلي المعمداني بغزة.
وجاءت هذه الوقفة عقب مسيرة دعت إليها اللجنة الفرعية لنقابة الأطباء في طولكرم، وانطلقت من ساحة مستشفى الشهيد ثابت ثابت رفضا لجرائم الاحتلال في غزة، بعد تعليق العمل في القطاعين الحكومي والخاص والعيادات الخاصة.
وتوجه الأطباء في كلماتهم بالرحمة والمغفرة إلى شهداء شعبنا في كل بقاع الوطن، منددين باستهداف الاحتلال للمدنيين العزل والمباني السكنية والطواقم الطبية والدفاع المدني، وارتكاب مجازر إبادة جماعية مسحت عائلات بأكملها من السجل المدني.
ووصفوا قصف الاحتلال للمستشفى بأنه مجزرة بشعة غير مسبوقة في التاريخ الإنساني، أسفرت عن مئات الشهداء والجرحى، مستنكرين مواقف المجتمع الدولي تجاه ما يجري من مجازر بحق المواطنين.
الخليل
شدد مدير مستشفى الخليل الحكومي طارق البربراوي، خلال الوقفة التي نظمتها الطواقم الطبية في الخليل، تنديدا بمجزرة قصف مستشفى “المعمداني”، على أن استهداف المستشفيات والطواقم الطبية خاصة، والمدنيين عامة، خطير جدا.
وقال: إن سياسات الاحتلال وإجراءاته وجرائمه لا تأبه بقوانين دولية إنسانية، ولا شرائع سماوية، في ظل صمت عربي ودولي مريب، لا يحرك ساكنا لمواجهة هذا الانتقام الذي يشنه الاحتلال بأعتى الأسلحة وأحدثها، وأكثرها فتكا ودمارا بكل حقد وكراهية وعنصرية يمارسها الاحتلال على شعب أعزل، وأطفال أبرياء، وطواقم إسعاف ميدانية وطواقم طبية.
ودعا البرابراوي إلى وقف هذا العدوان والتوقف عن استهداف المدنيين والعاملين في الإسعاف والخدمات الطبية والمستشفيات، وتمكينهم من أداء مهامهم الإنسانية دون تعريض حياتهم للخطر.
المصدر: وفا