مجزرة تل الزعتر.. 45 عامًا على الإبادة الوحشية
بعد مرور 45 عاماً على وقوعها لا تزال الإبادة الوحشية التي تعرض لها الفلسطينيون في مخيم تل الزعتر في لبنان حاضرةً في أذهان الكثيرين، وشاهدة على أفظع الجرائم الإنسانية التي ارتكبتها القوات السورية والمليشيات اللبنانية اليمينية المتطرفة.
فبعد النكبة الفلسطينية وظروف التهجير القسري، لجأ الفلسطينيون إلى الدول القريبة أملًا بالحماية والأمان، وهناك أسست مخيمات اللاجئين كمخيم اليرموك والوحدات وتل الزعتر في سوريا والأردن ولبنان.
وفي مخيم تل الزعتر في لبنان، واجه الفلسطينيون أبشع الجرائم المرتكبة بحقهم، من قبل لبنانيون وسوريون متطرفون، سفكوا الدماء في آب 1976، بعد أن عانى أهالي المخيم الجوع والعطش لوقت طويل.
تل الزعتر
أُسس مخيم تل الزعتر، الذي يقع في شمال شرق العاصمة اللبنانية بيروت، أي في المنطقة التي كانت تسيطر عليها الأطراف المسيحية إبان الحرب الأهلية، وكان المخيم يضم حينها نحو 20 ألف فلسطيني، يسكنون في مساحة كيلومتر واحد.
وفي الفترة التي كان لبنان يعيش فيها وقائع حرب أهلية دامية، بدأت في يناير/كانون الثاني 1976 مناوشات ومواجهات بين المليشيات اليمينية المسيحية وكتائب الفدائيين الفلسطينيين.
واحتدمت معارك بين الجانبين غلب عليها الطابع الديني، فالتحق على إثرها عدد كبير من المسلمين اللبنانيين بالفلسطينيين المقيمين في مخيم تل الزعتر لمساندتهم في معاركهم، فسقط عدد كبير من الضحايا.
واستمر بذلك الحصار إلى حدود يونيو من العام ذاته، حين قررت المليشيات اليمينية الاستعانة بقوى خارجية لاقتحام المخيم وتصفية من فيه، فانضمت حينها قوات الجيش السوري إلى المعركة، بدعوى حماية المسيحيين.
معركة دامية
وتباينت التقديرات حول عدد ضحايا المجزرة؛ ففي حين أشارت معطيات لمؤسسات حقوقية إلى ارتقاء 1500 إلى 2000 شهيد؛ غالبيتهم من المدنيين الذين قتل معظمهم بالتصفيات الجسدية، تؤكد بيانات وأرقام حقوقية أخرى على أن العدد الإجمالي للضحايا منذ بدء حصار المخيم حتى انتهاء المجزرة يتراوح مابين 3000 إلى 4280 ضحية، قتل نصفهم داخل المخيم.
ويصف مؤرخون فلسطينيون، مجزرة مخيم “تل الزعتر” بأنها “من أكبر الفظائع في التاريخ الفلسطيني، وأكثرها فتكاً بالمدنيين الأبرياء بمن فيهم النساء والأطفال والشيوخ”، وفقًا لشبكة “قدس برس”.
وطويت صفحات تلك الحرب السوداء، لكن نتائجها لم تمحَ بالكامل، فما زال هناك آلاف المهجرين والجرحى وذوي الإعاقة يعانون إلى اليوم من تداعياتها.