لرذاذ المطر وقع خاص لدى الفلسطينيين، لاهتمامهم الزراعي بالأشجار البعلية التي تعتمد في إنتاجها على مياه المطر، حيث يؤثر ذلك على وفرة المحصول في مواسم الحصاد، وبخاصة محصول الزيتون.
وتوارث الفلسطينيون جيلًا بعد آخر عادة “صليب الملح”، للتنبؤ بما سيكون عليه حال هطول المطر في عامهم، واستبشارًا بخير الشهور.
وتجري العادة بوضع أكوام من الملح على سطح مستو، تفصل بين الكومة والأخرى 10 سم، وتعبّر كل واحدة منهن عن شهر خاص، حتى إذا جاء الصباح، همّ الفلاحون للنظر في الأكوام وملاحظة الندى فيها.
“إن صلّب الصليب لا تأمن الصبيب”
ويعبر عن كمية المطر بشدة ذوبان الملح بين قطرات الندى، فكلما كان الذوبان أكثر استبشر الفلاحون بكمية أشد وفرةً من المطر في ذلك الشهر المتمثل بكوم ملح، بينما يعتقد أن جفاف الكوم يعني شحّ الأمطار.
وتتم التجربة في يومي 26/27 من أيلول كل عام، أي في يوم الانقلاب الخريفي، وهو يوم له اتصال بتاريخ الزراعة الكنعانية، ويوم عيد مسيحي شرقي، ويعتقد أن الزيت يدور في الزيتون في وقت يلحق هذه التجربة، لذلك ينصح بقطف الزيتون في تاريخ لاحق.
وظهر رجل تقدّم به العمر في فيديو مصور، بُثَّ عبر مواقع التواصل الاجتماعي وهو يختبر وفرة الأمطار في تجربة “يوم الصليب”، مبشرًا أن هذا العام يحمل من الخير الكثير.
وبحسب التجربة، فإن يناير وفبراير ومارس سيشهدن مطرًا وفيرًا، في حين هطول مطر خفيفٍ في نوفمبر.
وفي السياق، أشار الرجل إلى قيامه بتجربة “صليب الملح” منذ أكثر من 70 عامًا، موضحًا أن نسبة نجاحها تفوق المئة.
ويعتبر “صليب الملح” موروثًا شعبيًا، تناقلته أجيال من الفلاحين للاطمئنان على محاصيلهم بالدرجة الأولى، وربما تعبر العادة عن موروث ليس له أي سند منطقي أو علمي، لكنه يصدق أحيانًا.
لمشاهدة الفيديو:
كتبت:سمية النجار