مع النقلة التي شهدها قطاع التعليم على مدار السنوات الأخيرة، أصبح التعلم عن بعد أو الدراسة الأون لاين أحد الخيارات التعليمية الحديثة، التي تهدف لتعليم الطفل عبر منصات إلكترونية أو الفيديوهات المباشرة التي يقدمها المعلم، واختلفت الآراء حول التعليم عن بُعد، فبعض المختصين يرون أنه وسيلة رائعة تعود الطفل منذ الصغر على التعامل مع التكنولوجيا، وبعضهم الآخر يرى أن له مساوئ أهمها قلة التواصل الاجتماعي، وقضاء الطفل وقتًا طويلًا أمام الشاشات.
بصفة عامة لأن الأمر لا يزال حديثًا في كثير من الدول العربية، فإن الأمهات يواجهن تحديات كبيرة في محاولة جعل الطفل يتكيف مع طريقة التعليم الجديدة، وفي هذا المقال سنستعرض معكِ أهم مميزات الدراسة أون لاين وتحدياتها للمراحل التعليمية المختلفة، وكيفية التغلب عليها.
مميزات الدراسة أون لاين
تقدم الدراسة الأون لاين أو التعليم عن بعد عديدًا من المميزات مقارنةً بالتعليم التقليدي، خاصةً للصغار الذين قد يصعب عليهم الابتعاد عن المنزل والأم والذهاب للمدرسة، ومن هذه المميزات: التواصل مع المعلم في أي وقت، على عكس التعليم التقليدي الذي يرتبط بوقت محدد، فإن التعليم عن بعد يوفر ميزة التواصل مع المعلم في أي وقت عبر البريد الإلكتروني، والدردشة الحية، والمحادثات الهاتفية، ما يمنح الطفل مزيدًا من الفرص للحصول على إجابات لأسئلته، أو فهم الأجزاء التي يعجز عن فهمها.
تكلفة مادية أقل: لن تحتاجي في التعليم عن بعد لدفع مصروفات الأتوبيس المدرسي، أو شراء الاحتياجات الدراسية لكل عام، أو الزي المدرسي وغيرها، ما يساعد على توفير آلاف الجنيهات التي قد تضطرين لدفعها في الدراسة التقليدية. فرصة أفضل للتركيز: يتيح التعليم عن بعد للطفل التعلم في بيئة مريحة ومألوفة لديه، ما يمنحه فرصة أفضل للتركيز في المحتوى التعليمي في هدوء.
جدول زمني مرن: لستِ مضطرة للاستيقاظ في وقتٍ مبكر للغاية للتعليم عن بعد، أو الالتزام بجدول محدد، خاصة مع الدراسة عبر المنصات الإلكترونية، التي يمكن للطفل من خلالها الحصول على الدرس في أي وقت، ما يجعلكِ قادرة على تنظيم يومك حسب أولوياتك.
التعود على التعامل مع التكنولوجيا: تساعد الدراسة الأون لاين على تشجيع الطفل على التعامل مع الإنترنت والتكنولوجيا، والبحث عن المعلومة، والحصول على الإجابات بنفسه. أما عن التحديات التي قد تواجهينها وطفلك في التعليم عن بعد، فسنذكرها لكِ فيما يلي، مع نصائح للتغلب عليها.
صعوبات الدراسة أون لاين لعمر 4 و5 سنوات
رغم المميزات التي ذكرناها لكِ، فإن التعليم عن بعد قد يصاحبه بعض التحديات، خاصةً لصغار السن في عمر أربع وخمس سنوات ومنها: صعوبة التركيز وتشتت الطفل: الصغار معتادون على استخدام الشاشات للعب، أو مشاهدة الأفلام الكرتونية، أما الجلوس والاستماع لمحتوى تعليمي والتركيز معه، فقد يكون مهمة صعبة بالنسبة لهم.
الحل: حاولي أن تكون الغرفة المخصصة للدراسة هادئة وبعيدة عن غرف المعيشة، مع استبعاد المشتتات، كالألعاب والهاتف والتلفاز وغيرها، حتى يستطيع طفلك التركيز على ما يُقدم له، وإذا كان يستخدم هاتفًا أو جهازًا لوحيًّا لاستقبال المحتوى التعليمي عليه، فأغلقي جميع التطبيقات الأخرى حتى لا ينشغل بها.
صعوبة التعامل مع التكنولوجيا: قد لا يقدر طفلك على استخدام التكنولوجيا، وتصفح المنصة التعليمية والتعامل معها، حتى لو كان قادرًا على فتح الفيديوهات أو الألعاب.
الحل: يجب أن يكون التعليم عن بعد واستخدام الإنترنت تحت إشرافك أو إشراف الأب، واحرصي على مساعدة طفلك على استخدام المنصة، وتعليمه كيفية تشغيل الفيديوهات بمفرده، أو التصفح واستخدام محرك البحث، قد يحتاج الأمر لبعض الوقت، ولكن مع التكرار سيتعلم طفلك الاعتماد على نفسه، والتعامل بمفرده. الشعور بالملل: يحتاج الأطفال إلى الوجود في أجواء تفاعلية، وجلوس طفلكِ أمام الشاشة وتلقيه المعلومة، قد يشعره بالتململ، وعدم الرغبة في الاستماع للمحتوى التعليمي، لأنه يشعر بأنه مستقبل فقط. الحل: حاولي قدر الإمكان أن تتفاعلي مع طفلكِ بالأسئلة، أو عن طريق جعله يلعب دور المعلم ليشرح لكِ ما استوعبه من الدرس، ويمكنكِ أيضًا عمل محادثات حية بينه وأقرانه، ليتناقشوا ويتبادلوا المعلومات والأسئلة والأجوبة، ما يتيح لطفلكِ التواصل والتفاعل معهم.
الدراسة أون لاين لعمر 6 و7 سنوات
مع تقدم الطفل في العمر ودخوله المرحلة الابتدائية، قد تقل مشكلات الدراسة الأونلاين بالنسبة له، مقارنةً بمرحلة ما قبل المدرسة أو الروضة، إلا أن الأمر أيضًا لا يخلو من بعض العوائق، مثل: عدم توافر المعلومة بالكامل: على عكس الفصول التقليدية التي يتيح فيها التفاعل بين الطلاب، طرح أفكار وأسئلة وأجوبة، والحصول على المعلومة كاملة، فإن المنصات التعليمية الجديدة قد لا توفر المعلومة بالكامل عبر الموقع. الحل: علمي طفلكِ كيف يمكنه البحث عن المعلومة بنفسه، وساعديه على البحث، وتناقشا معًا، وتبادلا الأدوار بأن تقومي بدور المعلم في بعض الأحيان، وأن يقوم هو به في أحيانٍ أخرى.
عدم تكوين صداقات: في المراحل العمرية الصغيرة يرتبط الطفل بالأم والمنزل بشكل كبير، لذا قد يكون التعليم عن بعد مناسبًا له، أما الفئات الأكبر فيحتاجون للتواصل مع أصدقاء، الأمر الذي قد يجعل الدراسة الأون لاين غير محببة لهم ولا يتقبلونها.
الحل: من وقت لآخر، اسمحي لطفلكِ بأن يجتمع مع أصدقائه في المنزل للمذاكرة، أو التجمع في النادي والمناقشة في المحتوى التعليمي في الهواء الطلق، أو عمل مكالمات فيديو عبر تطبيقات الهاتف، والمناقشة والتفاعل معًا.
عدم القدرة على تنظيم يوم الطفل: رغم أن المرونة التي يقدمها التعليم عن بعد قد تشعركِ بالراحة، وبأنكِ لست ملزمة بالتقيد بجدول معين، فإن للأمر بعض العيوب، خاصةً أن يوم الطفل قد تملأه الفوضى، فلا يوجد موعد محدد للاستيقاظ والنوم أو للمذاكرة، ما يقلل من قدرته على التحصيل.
الحل: نظمي يومك ويوم طفلك، حددي وقتًا للاستيقاظ والنوم، وأوقات للمذاكرة والتدريبات، وأخرى لممارسة الأنشطة والهوايات واللعب، على أن يلتزم بهذا الجدول، وأنتِ أيضًا، حتى يدرك قيمة الوقت وتزداد محصلة يومه.
قدمنا لكِ عزيزتي أهم مميزات الدراسة أون لاين وعيوبها، والتحديات التي قد تواجهينها مع أطفالك في المراحل العمرية المختلفة، ونصائح للتغلب عليها، يمكنكِ الاستعانة بوسائل تعليمية أخرى إذا كان ذلك في استطاعتك، كالزيارات الميدانية أو التجارب العملية وغيرها، لتسهلي على طفلكِ استيعاب المحتوى التعليمي، وسد ثغرات التعليم عن بعد، وتفادي عيوبه.
يحتاج ابنك في مرحلة المدرسة لتنظيم وقته، وتوفير بيئة منزلية تساعده على التركيز، اطلعي على مزيد من النصائح في قسم المدرسة.
نقلا عن: سوبر ماما