الأخبار

قصف جنوني غير مسبوق.. هل تسعى إسرائيل لقتل أسراها في غزة؟

لليوم الخامس على التوالي، يواصل الطيران الحربي جنونه عبر إلقاء آلاف الأطنان من القنابل المتفجرة على المباني السكنية والمؤسسات العامة والبنية التحتية في غزة، ما أسفر عن ارتقاء أكثر من 950 شهيدًا، وإصابة 5 آلاف آخرين.

وتشير الصور القاسية التي تخرج من قطاع غزة، إلى أن المعالم الجغرافية لبعض الشوارع والأحياء السكنية تغيرت بفعل سياسة الأرض المحروقة التي يتبعها الاحتلال، بعد أن أفاق من صدمة اقتحام مقاتلي القسام عشرات المواقع العسكرية والمستوطنات القريبة من القطاع.

وأمام هذا القصف المجنون للقطاع، يرى مراقبون أن حكومة الاحتلال غير مهتمة بحياة أسراها عند فصائل المقاومة، بل وتسعى للتخلص منهم للتخفيف من حجم الهزيمة التي تلقوها.

وكشفت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة (حماس)، الاثنين الماضي، عن مقتل أربعة جنود كانوا أسرى لديها نتيجة قصف الطائرات الإسرائيلية على غزة.

وتمكن المقاتلون الفلسطينيون من أسر عدد كبير من الجنود والمستوطنين من داخل المواقع العسكرية والمستوطنات، وجلبهم إلى داخل القطاع.

وذكرت صحيفة “يديعوت”، أن التقديرات تشير أن لدى المقاومة الفلسطينية 200 أسير منذ يوم السبت الماضي.

370124593_1602838006910833_1554505406611860058_n.jpg

“زلزلة العدو”

وهددت عائلات جنود الاحتلال ومستوطنيه الأسرى في عملية طوفان الأقصى بـ”زلزلة العدو في حال لم تعمل الحكومة “أقصى ما تستطيع لضمان إعادتهم”.

وفي لقاء جمعهم بالرئيس الإسرائيلي إسحق هيرتسوغ، اشتكى ممثلو عائلات الأسرى من عدم تواصل أي ممثل عن الحكومة معهم. 

وقال أحد ممثلي عوائل الأسرى، خلال اللقاء: “لن نقبل أن يبقى أبناؤنا في غزة تسع سنوات”، في إشارة للجنود المأسورين لدى حركة حماس منذ حرب عام 2014، وفق ما نقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت”.

تطبيق عملي لإجراء “هانيبال”

ورغم ذلك، ومن خلال المتابعات الميدانية وبالنظر إلى حجم النيران وحمم الصواريخ التي تنزل بغزة فإن الاحتلال قرر عدم الربط بين غاراته في عمق غزة ووجود الأسرى فيها.

هذا الأمر، وفق مراقبين، ليس له إلا تفسير واحد وهو أن الاحتلال يطبق عمليا إجراء “هانيبال” العسكري الذي يفضل مقتل الجنود الذين يقعون في الأسر، على بقائهم في يد آسريهم.

 ولم يكن الامر خفياً أو سرياً، بل دافع عنه مسؤولون إسرائيليون أبرزهم وزير المالية المتطرف بتسلئيل سموتريتش الذي قال إن علينا ضرب حماس بقسوة وعدم مراعاة وجود الأسرى بشكل جدي، وممثل إسرائيل في الأمم المتحدة جلعاد أردان الذي قال إن القلق على الأسرى لن يحول دون توجهنا لعمل كل شيء من أجل ضمان مستقبل لحكومة الاحتلال غير مهتمة بحياة أسراها عند فصائل المقاومة لإسرائيل.

ويبقى التساؤل، هل يسعى الاحتلال فعلياً لقتل أسراه رغم تهديد أهاليهم بزلزلة إسرائيل، للتخفف من عبء هذا الملف، وهل يمكن إدراج حالة الجنون في تنفيذ عمليات القصف على غزة كداعم لهذا السيناريو؟

لا مشكلة في قتلهم

المختص في الشأن الإسرائيلي عصمت منصور، يقول: “إن إسرائيل بعد زلزال وصدمة 7 تشرين أول/أكتوبر واجتياح القسام للمستوطنات والمواقع العسكرية القريبة من غزة غيّرت من عقيدتها القتالية”.

وأشار إلى أن عملية “طوفان الأقصى” أفقدت القادة السياسيين والعسكريين عقولهم، مضيفًا: “هؤلاء يريدون العمل بحرية في القطاع ودون أن يشعروا بأن أيديهم مكبلة بسبب عشرات أو حتى مئات الأسرى”.

وحسب “ضيفنا”، فإن اسرائيل قد لا تجد مشكلة في قتل عدد منهم، مقابل استكمال أهدافها العسكرية في القطاع.

ويشدد منصور إلى أن الاحتلال يعي تماماً أن حركة حماس ستستخدم قضية الاسرى لديها لأغراض أخرى غير إطلاق سراح الأسرى، وهذا يجعلها أكثر زهداً بهم ولن تفعل الكثير من أجل عدم قتلهم خلال قصفها المجنون”.

وكان الناطق باسم “كتائب القسام”، أبو عبيدة، قد صرّح في خطاب له الاثنين الماضي، بأن مجاهدي “كتائب القسام” قد أسروا عددا كبيرا جدا من عناصر العدو (جيش الاحتلال)، مضيفًا: “لن نتفاوض في قضية الأسرى تحت النار، لأن ملف الأسرى استراتيجي وعلى العدو أن يدفع الأثمان التي نريدها مقابل الأسرى”.

وأوضح “أبو عبيدة” في كلمة مصورة له مساء الاثنين الماضي، “أنّ كلّ استهداف لبيوت قطاع غزّة دون سابق إنذار سيقابله إعدام رهينة من الأسرى “المدنيين” لدى كتائب القسام، مؤكدًا أنّها “ستبث ذلك بالصوت والصورة”.

إسرائيل لا تهتم بأسراها

من ناحيته، يرى المختص في الشأن العبري محمد أبو علان، أن دولة الاحتلال وخلافاً لما تدّعيه لا تقيم أي وزن لأسراها خلال المعارك، لذلك نجدها تفعل بروتوكول “هانيبال” الذي يفضّل قتل الجنود على أسرهم.

ويتابع:” لكي تتنصل إسرائيل من مسؤوليتها الأخلاقية أمام عوائل الأسرى لدى المقاومة في غزة، حمّلت المسؤولية عن حياتهم لحماس، كما أن إسرائيل تعلم جيداً أن الحركة حريصة على حياة هؤلاء الأسرى وتحتجزهم في أماكن بعيدة عن القصف وربما داخل الأنفاق”.

ويرى “أبو علان”، أن وجود أسرى لها مع حماس لن يشكّل ورقة ضغط على دولة الاحتلال خلال عملياتها العسكرية، وهي تعتقد أنها إذا رضخت لحماس أو تراجعت أو خففت من حجم قصفها وتدميرها فهي هزيمة ثانية تضاف لهزيمتها النكراء الأولى التي تلقتها صبيحة السابع من أكتوبر.

ويستدرك: “كل ما يهمهم في هذه اللحظة هو ترميم صورتهم المهشمة أمام شعبها أولاً، وأمام الدولة التي تصدر لها خبرتها العسكرية والتكنولوجية”.

ويختم بالقول: “حجم الهزيمة الكبيرة يجعل إسرائيل من الصعب أن تتراجع، لذلك من المتوقع أن تستمر في قصفها وربما توسعه بشكل أكبر دون أي اعتبار لمسألة الأسرى”.

وتواصل فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، قصفها لمستوطنات ومدن الاحتلال لليوم الخامس على التالي، ضمن معركة “طوفان الأقصى” التي أطلقتها كتائب القسام فجر السبت الماضي.

وأعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال، اليوم الأربعاء، عن مقتل 1200 شخص في الهجوم الذي شنته كتائب القسام على مستوطنات غلاف غزة ومدن الداخل اللمحتل، وإصابة أكثر من 2700.

المصدر: سند

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض