الأخبار

عز الدين .. أُطفئ نور عينه لكن نور قلبه لم ينطفئ

خاص | “أقصانا وعيوني فداءٌ له” هكذا يردد عز الدين أبو منصور، ابن محافظة نابلس، وواحدٌ من المشاركين في الرباط تصديًا لانتهاكات الاحتلال في المسجد الأقصى المبارك.

يقول أبو منصور في حديثٍ له مع “تلفزيون المدينة” إنه اعتاد ورفاقه الذهاب كل جمعة من رمضان إلى المسجد الأقصى، منذ صلاة الفجر حتى أداء صلاة التراويح للرباط، بعد تصاعد وتيّرة الأحداث التي لم تثنيهم عن الذهاب إلى المسجد الأقصى.

ويسرد أبو منصور ما حدث معه قائلًا: “أنهيت صلاة المغرب على وقع مواجهاتٍ فيها إطلاق نار، ورصاص حيّ ومطاطي، وحاولت المضي بعيدًا عن النار، لكن رصاصة مطاطية غادرة اخترقت عيني اليسرى، ونُقلتُ على إثرها للعلاج”.

اخترقت الرصاصة عينه، دخلت بسرعةٍ لم تسعفه إدراكها، فعزّ الدين لن يرى بها بعد تلك اللحظة، وتلاشى جزء من بصرِ عينيه، لكن نورٌ قلبه قد اكتمل.

عن لحظة الإصابة الأولى، ولحظات صعبة تلتها، عبّر أبو منصور: “استيقظت في المشفى على وقع الألم، طلب مني الطبيب رقمًا للتواصل مع عائلتي، ليخبرهم بإصابتي، أعطيته رقم والدي، حدّثه وعاد إلي قائلًا في تخوّف: فقدت عينك وعلينا الآن إجراء عملية لاستئصالها”.

ويستطرد: “كانت لحظةً صعبة أن تُفقأ عيني، وأن تُستأصل برمشة عين، يهوّن مصابي حين أذكر أني فقدتها فداءً للأقصى، وكم تمنيت لو استطعت البقاء هناك، في موقع الحدث.. إلا أن القلق من فقدان الوعي أرغمني على مغادرته لتلقي العلاج.. لكن حتمًا لي عودة قريبة إلى باحاته، فلا رصاصة ولا دبابة تقف في وجه ركعة فلسطيني على أرضه”.

وعبرت والدة عزّ لـ”تلفزيون المدينة“، عن شعورها في  اللحظة التي تلقت فيها اتصالًا من المشفى، قائلةً: “اطمأن قلبي حين أخبرني الطبيب أن عزّ هو من أعطاه الرقم، ما كان يعني لي أنه على قيد الحياة، لكنه ابني فقد عينه، وما يزال شابًا يافعًا.. لكن الحمد لله على مصابنا، فمن يرى مصيبة غيره في المشافي تهون عليه مصيبته”.

وخلال حديثنا مع عائلته، قال عزّ إنه الآن يستعد لإجراء عملية لتركيب عينٍ تجميلية، موضحًا أن الرصاصة استهدفت عينه مشوهةً الأجزاء القريبة منها في وجهة، ومعبرًا عن شعوره بالقلق من أن تؤثر الإصابة على أجزاء أخرى من رأسه.

ويتحدى الآن عزّ الظروف التي فُرضت عليه، لاستئناف حياته الطبيعية، إذ يجد صعوبة في استكمال عمله كنجّارِ، خاصة في الفترة الحالية.

وما يزال يستهدف جيش الاحتلال الصدور والعيون، يقتل ويصيب ويشوّه، ملحقًا أضرارًا مباشرة وغير مباشرة بالشباب وذويهم، استهدافٌ موجّه ليشلّ وجّه الحياة فيهم، لكن هيهات أن يشوّه فيهم الإصرار والعزيمة، فهم أبناء الحق في قضية لا تقبل التشويه.

كتبت: سمية النجّار

تحرير: هالة حسون

زر الذهاب إلى الأعلى
تلفزيون المدينة

مجانى
عرض